كيف هرب حارس المرمى المصري لسويسرا ، قامت الدنيا وقعدت في أرض الكنانة . ومن جملة التهم اللي اتهموا بيها حارس الفراعنة (بخلاف "الخيانة" وأوصاف أخرى من نفس المعجم) كانت تهمة غريبة شوية : الإساءة للإسلام !
الحكاية وما فيه اللي مرط عصام الحضري ظهرت في أحد الصور قاعدة هي وراجلها في مدارج أحد الملاعب السويسرية بلاش حجاب ، في حين أنها كانت تلبسو وقتلي كانت عايشة في بلادها مصر . زعمة علاش نحاتو الحجاب ؟ السويسريين ضغطوا عليها ؟ قالولها ما نعطيوك أوراق كان ما تنحي حجابك ؟ والا الموساد عطاها فلوس باش تسيء للإسلام ؟
آنا نتصور اللي مدام حضري كي مشات لسويسرا تنفست الهوا متع الحرية لأول مرة ، ومارستها على كيفها وعملت اللي في بالها وما نجم ياقفلها حد ويمنعها . صحيح اللي في مصر ممكن ياسر اللي حد ما أجبرها باش تحط الحجاب ، وسيرتو با راجلها اللي ريناه في التصويرة معاها في سويسرا ماهواش متقلق اللي مرطو ماهياش لابسة حجاب . السؤال اللي يطرح نفسو لهنا : علاش مدام حضري كي عينها باش تنحي الحجاب ما نحتوش من وقت اللي كانت في مصر ؟
الجواب ساهل برشة : عخاطر في مصر (وفي برشة دول عربية) عندك الحرية المطلقة باش تحط حجاب والا لا . آما أون فوا حطيتو ، ما عادش عندك الحق تنحيه . الدليل على هذا هي الدعوات الصادرة من برشة مصريين ومن مواقع انترنات محسوبة على التيارات الدينية اللي تدعو مرط عصام الحضري إلى إرجاع الحجاب ، خاصة وأنو زوجها ينتمي لمنتخب "متدين" (هكة ! والملاعبية اللي من أصل قبطي آش يعملو ؟ ينتحروا ؟) . "دخول الحمام موش كيما خروجو" كيما نقولو في تونس ، وهذا ينطبق زادة على برشة حاجات أخرى عندها علاقة بالدين : الصلاة مقابل عدم الصلاة ، شرب الخمر مقابل الإمتناع عنو ، التحول للإسلام مقابل الخروج منو... مانيش قاعد نزيد من عندي ومانيش نهاجم في معتقدات حتى حد : في الأمثلة هاذومة الضغط الإجتماعي (والإعلامي في حالة مرط الحضري) يكون قوي في اتجاه دون آخر . ومن الممكن كونو هذا يرجع لطبيعة مجتمعاتنا المحافظة واللي عندها نظرة دونية جدا لكل من يمشي عكس التيار اللي يقوي القيم التقليدية وفي مقدمتها الدين : أغلبية العباد ماذابيها تشوف الناس اللخرة ماشية في الإتجاه "الصحيح" . الناس الكل تفرح كي يسمعو بعدد المتحولين للإسلام في ألمانيا آما حد ما يحكيلك عالمتحولين مالإسلام للمسيحية في الجزائر مثلا . الطفلة اللي تحط الحجاب يفرحو لها (ع خاطر رجعت للـ"طريق المستقيم") آما اللي تحب تعمل العكس ، شكون يحترمها وشكون يحاول يفهمها ؟ تقريبا حتى حد .
هالقيم المعوجة اللي تستعرف بالحرية في حاجات وفي حاجات لا ، عايق أمام تقدم المجتمعات متاعنا عخاطرها تحد برشة من هامش التفكير وتحط أي واحد يتصرف ضد القيم السايدة في موقع الإتهام . وكيما قاعدين نشوفو اليوم ، الحجاب ولى حرية شخصية آما تنحيتو إساءة للدين والمجتمع والأخلاق . وأخطر حاجة تنجم تصير هي كونو القواعد الغير مكتوبة هاذي تولي في نهار مالنهارات قانون يسري على الجميع كيما هو الحال حاليا في إيران . وهذاكة علاش العلمانية تنجم تكون جزء من الحل لأنها تحمي المجتمع مالإنغلاق على نفسو والدوران في حلقة مفرغة من القيم الجامدة في حين أنو تطورو الطبيعي يقتضي التغير والتبدل وصنع قيم جديدة . وهذاية مايعنيش اللي العلمانية حل فوري وحل سحري لمشاكلنا الكل .
المأساة هو كونك كيف تحكي بمنطق كيف هكة تولي متهم بمهاجمة الإسلام والعمالة والخيانة واتباع الغرب في حين أنو النقاش ينجم يقعد في إطار النقاش الإجتماعي والفكري ما نغير ما ندخلو ربي والدين في كل شي . وفوق هذا ودونو اللي يحكيو باسم الدين ماهوماش بالضرورة أكثر ناس فاهمين ومسألة كيما الحجاب أصلا ماهواش حاصل عليها إجماع بما أنها ما فيهاش نص صريح .
المسألة ما هياش آنا ضد نزع الحجاب والا مع حرية لبسو ، المسألة هي حتى لوقتاش باش نتماداو في الإزدواجية بين قيم منغلقة أكثر فأكثر وواقع متغير وظروفو تصعب أكثر فأكثر . المسألة هي علاش في نفس الوقت اللي تزايدت فيه أهمية الدين في تونس ، ولات فمة أكثر فأكثر ملاحدة ومسيحيين وشيعة وعلاقات خارج إطار الزواج ؟ علاش المجتمع والعصر ماشيين بينا في شيرة ، وأحنا نقاشاتنا ماشية في شيرة أخرى ؟
جمعة لتالي مشيت لصالون الكتاب المغاربي في باريس . نسمع في زوز نسا من أصل عربي يحكيو ، وحدة قالت للخرة اللي سمعت ندرا آما كاتب مغاربي يقول اللي الحجاب حرية شخصية واللي هي تصدمت مالكلام هذا . المرا لخرة قالتلها : "ظاهرلي فمة مسائل أهم من هكة باش نحكيو عليها في بلداننا". لا مافماش مسائل أهم . وفي المطلق مافماش مسألة أهم من مسألة عخاطر هالعقليات المزمرة هي اللي يستعملو فيها برشة حكام عرب : فلسطين ما تحررتش وانتوما تحكيو عالديمقراطية ؟ الشعب جيعان وانتوما تحبو انتخابات حرة ؟ والنتيجة ، هانا نشوفو فيها بعد ستين سنا ماللي احتلت فلسطين ومن بعد خمسين سنا استقلال والشعب ديما جيعان . وبالكشي كي نبداو نحكيو على مسائل ثانوية كيما الحجاب تو نوصلو في اللخر نحرروها فلسطين ، عخاطرنا نكونو بدينا البني على قاعدة وحكينا على كل شي وما خبينا على بعضنا حت شي .
خلينا نحكيو في هالمجال الصغير اللي اسمو انترنات واللي عندو كلمة خلي يقولها . بالله علاش الناس الكل تحب ع حرية التعبير وفي أول موضوع نحبو نحكيو فيه نتعاركو ؟ خنسمعو الحديث عالعلمانية وعلى الحجاب (رغم اللي هي مسائل ثانوية) ومايسالش إذا كان حديثنا طفولي وسطحي وساذج ، عخاطر حرية التعبير عمرها ما كانت حكر عاللي يحكي بالمصطلحات الأكاديمية وعلى اللي عندو أفكار طيارة . آما براس أماتكم قيلونا مالرويق متع حملة ضد الإسلام ومتع ياخاين يا عميل يا صهيوني ، رانا كلنا توانسة الزح
الحكاية وما فيه اللي مرط عصام الحضري ظهرت في أحد الصور قاعدة هي وراجلها في مدارج أحد الملاعب السويسرية بلاش حجاب ، في حين أنها كانت تلبسو وقتلي كانت عايشة في بلادها مصر . زعمة علاش نحاتو الحجاب ؟ السويسريين ضغطوا عليها ؟ قالولها ما نعطيوك أوراق كان ما تنحي حجابك ؟ والا الموساد عطاها فلوس باش تسيء للإسلام ؟
آنا نتصور اللي مدام حضري كي مشات لسويسرا تنفست الهوا متع الحرية لأول مرة ، ومارستها على كيفها وعملت اللي في بالها وما نجم ياقفلها حد ويمنعها . صحيح اللي في مصر ممكن ياسر اللي حد ما أجبرها باش تحط الحجاب ، وسيرتو با راجلها اللي ريناه في التصويرة معاها في سويسرا ماهواش متقلق اللي مرطو ماهياش لابسة حجاب . السؤال اللي يطرح نفسو لهنا : علاش مدام حضري كي عينها باش تنحي الحجاب ما نحتوش من وقت اللي كانت في مصر ؟
الجواب ساهل برشة : عخاطر في مصر (وفي برشة دول عربية) عندك الحرية المطلقة باش تحط حجاب والا لا . آما أون فوا حطيتو ، ما عادش عندك الحق تنحيه . الدليل على هذا هي الدعوات الصادرة من برشة مصريين ومن مواقع انترنات محسوبة على التيارات الدينية اللي تدعو مرط عصام الحضري إلى إرجاع الحجاب ، خاصة وأنو زوجها ينتمي لمنتخب "متدين" (هكة ! والملاعبية اللي من أصل قبطي آش يعملو ؟ ينتحروا ؟) . "دخول الحمام موش كيما خروجو" كيما نقولو في تونس ، وهذا ينطبق زادة على برشة حاجات أخرى عندها علاقة بالدين : الصلاة مقابل عدم الصلاة ، شرب الخمر مقابل الإمتناع عنو ، التحول للإسلام مقابل الخروج منو... مانيش قاعد نزيد من عندي ومانيش نهاجم في معتقدات حتى حد : في الأمثلة هاذومة الضغط الإجتماعي (والإعلامي في حالة مرط الحضري) يكون قوي في اتجاه دون آخر . ومن الممكن كونو هذا يرجع لطبيعة مجتمعاتنا المحافظة واللي عندها نظرة دونية جدا لكل من يمشي عكس التيار اللي يقوي القيم التقليدية وفي مقدمتها الدين : أغلبية العباد ماذابيها تشوف الناس اللخرة ماشية في الإتجاه "الصحيح" . الناس الكل تفرح كي يسمعو بعدد المتحولين للإسلام في ألمانيا آما حد ما يحكيلك عالمتحولين مالإسلام للمسيحية في الجزائر مثلا . الطفلة اللي تحط الحجاب يفرحو لها (ع خاطر رجعت للـ"طريق المستقيم") آما اللي تحب تعمل العكس ، شكون يحترمها وشكون يحاول يفهمها ؟ تقريبا حتى حد .
هالقيم المعوجة اللي تستعرف بالحرية في حاجات وفي حاجات لا ، عايق أمام تقدم المجتمعات متاعنا عخاطرها تحد برشة من هامش التفكير وتحط أي واحد يتصرف ضد القيم السايدة في موقع الإتهام . وكيما قاعدين نشوفو اليوم ، الحجاب ولى حرية شخصية آما تنحيتو إساءة للدين والمجتمع والأخلاق . وأخطر حاجة تنجم تصير هي كونو القواعد الغير مكتوبة هاذي تولي في نهار مالنهارات قانون يسري على الجميع كيما هو الحال حاليا في إيران . وهذاكة علاش العلمانية تنجم تكون جزء من الحل لأنها تحمي المجتمع مالإنغلاق على نفسو والدوران في حلقة مفرغة من القيم الجامدة في حين أنو تطورو الطبيعي يقتضي التغير والتبدل وصنع قيم جديدة . وهذاية مايعنيش اللي العلمانية حل فوري وحل سحري لمشاكلنا الكل .
المأساة هو كونك كيف تحكي بمنطق كيف هكة تولي متهم بمهاجمة الإسلام والعمالة والخيانة واتباع الغرب في حين أنو النقاش ينجم يقعد في إطار النقاش الإجتماعي والفكري ما نغير ما ندخلو ربي والدين في كل شي . وفوق هذا ودونو اللي يحكيو باسم الدين ماهوماش بالضرورة أكثر ناس فاهمين ومسألة كيما الحجاب أصلا ماهواش حاصل عليها إجماع بما أنها ما فيهاش نص صريح .
المسألة ما هياش آنا ضد نزع الحجاب والا مع حرية لبسو ، المسألة هي حتى لوقتاش باش نتماداو في الإزدواجية بين قيم منغلقة أكثر فأكثر وواقع متغير وظروفو تصعب أكثر فأكثر . المسألة هي علاش في نفس الوقت اللي تزايدت فيه أهمية الدين في تونس ، ولات فمة أكثر فأكثر ملاحدة ومسيحيين وشيعة وعلاقات خارج إطار الزواج ؟ علاش المجتمع والعصر ماشيين بينا في شيرة ، وأحنا نقاشاتنا ماشية في شيرة أخرى ؟
جمعة لتالي مشيت لصالون الكتاب المغاربي في باريس . نسمع في زوز نسا من أصل عربي يحكيو ، وحدة قالت للخرة اللي سمعت ندرا آما كاتب مغاربي يقول اللي الحجاب حرية شخصية واللي هي تصدمت مالكلام هذا . المرا لخرة قالتلها : "ظاهرلي فمة مسائل أهم من هكة باش نحكيو عليها في بلداننا". لا مافماش مسائل أهم . وفي المطلق مافماش مسألة أهم من مسألة عخاطر هالعقليات المزمرة هي اللي يستعملو فيها برشة حكام عرب : فلسطين ما تحررتش وانتوما تحكيو عالديمقراطية ؟ الشعب جيعان وانتوما تحبو انتخابات حرة ؟ والنتيجة ، هانا نشوفو فيها بعد ستين سنا ماللي احتلت فلسطين ومن بعد خمسين سنا استقلال والشعب ديما جيعان . وبالكشي كي نبداو نحكيو على مسائل ثانوية كيما الحجاب تو نوصلو في اللخر نحرروها فلسطين ، عخاطرنا نكونو بدينا البني على قاعدة وحكينا على كل شي وما خبينا على بعضنا حت شي .
خلينا نحكيو في هالمجال الصغير اللي اسمو انترنات واللي عندو كلمة خلي يقولها . بالله علاش الناس الكل تحب ع حرية التعبير وفي أول موضوع نحبو نحكيو فيه نتعاركو ؟ خنسمعو الحديث عالعلمانية وعلى الحجاب (رغم اللي هي مسائل ثانوية) ومايسالش إذا كان حديثنا طفولي وسطحي وساذج ، عخاطر حرية التعبير عمرها ما كانت حكر عاللي يحكي بالمصطلحات الأكاديمية وعلى اللي عندو أفكار طيارة . آما براس أماتكم قيلونا مالرويق متع حملة ضد الإسلام ومتع ياخاين يا عميل يا صهيوني ، رانا كلنا توانسة الزح
7 commentaires:
الدوام ينقب الرخام و عجلة التاريخ يحبو يوقفوها بفركة و عود حطب.تدوينة في الصميم لا أكثر و لا أقل.تحياتي ماني
Tu as bien résumé la situation, bien sur que les femmes ont le droit de mettre le voile mais est ce qu'elles ont le droit de l'enlever si elles le souhaitent ?
تحية إجلال و إكبار لهذه التدوينة و لسي مانوس أفريكانوس
مقالة رائعة كالعادة و تبرد القلب خاصة السطرين اللخرينيين
ya3tik issa7a far4haditly 3la bali. hadha houwa klam itounsi is7i7.klamik dkhal il9albi kif noktit la3sal.yar7im waldik
excelllent article Mani. J'aime surtout l'approche pragmatique et le fait que tu évites les discours théoriques. Merci.
cool cbien walahi youjado fil blog ma la youjadou fi les sites
jah bless ya sawl brada wassel rak mechi fi thneya s7i7a et surtout barcha cha3b karim mahouch 7ab yefhemha
Mani, bravo pour l'article et le style.
Tu pointes tres justement l'assymetrie de l'entree dans la religion et la sortie de celle ci.
Ceci peut effectivement sembler "unfair"...mais c'est tout ce qu'il y a de plus naturel : Il est par exemple plus facile de se marier que de divorcer, et ce dans toutes les cultures.
Aussi, il est plus facile de rentrer dans Facebook que d'en sortir ;-)...Quand on fait du business, il faut non seulement acquerir des nouveaux clients, mais aussi garder les anciens.
L'islam et d'autres religions fonctionnent sur ce modele.
Ceci etant dit, toutes les intolerences que tu cites sont inadmissibles et ton argument pour liberer la discussion est plus que pertinent!
Enregistrer un commentaire