samedi 10 janvier 2009

مقدمة في تاريخ الإسلاموية الجزائرية : 1 ـ إرهاصات الحركة الإسلاموية 1962 ـ 1988

جميع الحقوق محفوظة لـنارافاس ، ترجمة ماني الإفريقي

الإطار التاريخي العام :

بعد سبع سنوات من حرب شنيعة ، حصلت الجزائر على استقلالها في 1962 . تمت إزاحة أبطال الحرب و الزعماء السياسيين للثورة بسرعة (كريم بلقاسم ، فرحات عباس...). و في حين كان محاربو الداخل منهكين ، كان "جيش الحدود" القابع على الحدود مع الجارين تونس والمغرب والمقيد بسبب أسلاك الكهرباء يستعيد حريته في الحركة .احتلف القائد العسكري لهذا الجيش هواري بومدين بأحد المدنيين ، واسمه أحمد بن بلة ، و اجتاح بجيشه الجزائر العاصمة بعد أن قتل في طريقه ألفي جزائري . استحوذ بومدين على السلطة مغيرا بذلك المسار التاريخي للثورة الجزائرية ، وأعلن أحمد بن بلة رئيسا . بعد ثلاث سنوات ، أزاح بومدين حليفه بن بلة عن الرئاسة وأعلن نفسه رئيسا (1965 ـ 1979). أرسى بومدين دعائم الـ"سيستام" ووضع البلاد على طريق الإشتراكية . والـ"سيستام" كلمة يستعملها الجزائريون لوصف النظام القائم الممثل بحزب واحد (جبهة التحرير) والجيش . لدى وفاة بومدين في 1979 وصل إلى أعلى هرم السلطة أحد الكولونيلات غير المعروفين واسمه الشادلي بن جديد . تميز حكم بن جديد بتسامحه مع التطرف وبجهله للمجتمع الذي يحكمه .

1 ـ إرهاصات الحركة الإسلاموية (1962 ـ 1988)

أ ـ استعمار ، تعريب ، أسلمة

كان تحقير الجزائري إبان الحقبة الإستعمارية سببا في رجوع قسم من النخبة إلى الإسلام . "جمعية العلماء" التي أسسها إبن باديس كانت تضع بين أولوياتها محاربة إسلام الأرياف واسلام الأولياء الصالحين اللذين تمثلهما الى الجهل . كانت تريد أن تمارس باسم الاسلام مراقبة أخلاقية على المجتمع وأن تعيد الإعتبار إلى تعليم اللغة العربية . غداة الإستقلال أدمجت السلطة عناصر "جمعية العلماء" في صفوفها واستطاع قائدها ، البشير الإبراهيمي ، أن يضع بعض أعضاده وتلامذته داخل أجهزة الدولة وأن يواصل في نفس الوقت التنديد بالإختلاط بين الجنسين والتنديد بـ"التغريب" .


لكن قسما من الإسلامويين لم يكن راضيا عن هذا الإندماج داخل الدولة وأجهزتها . لذلك قاموا بتأسيس جمعية جديدة تحمل نفس التوجه وأطلقوا عليها إسم "القيم" . كان من بين أعضائها : تيجاني هاشمي ، عباسي مدني ، عبد اللطيف سلطاني ، أحمد سحنون وعمر العرباوي (والأخير هو الأب الروحي لعلي بلحاج). وعلى منوال الإخوان المسلمين في مصر ، كانت الجماعة تريد إعادة الإعتبار إلى الإرث الإسلامي الذي عانى حسبها من تحقير المستعمر الفرنسي . تولى بومدين حل المنظمة إثر وقوفها ضد إعدام سيد قطب في مصر . لكن أعضائها واصلوا عملهم السياسي من خلال توزيع المناشير ومن خلال الدعوة في سنة 1982 إلى تطبيق الشريعة .

في نفس الوقت واصلت الدولة على طريقتها عمل العلماء من خلال إعلان الإسلام دينا للدولة ومن خلال بناء المساجد في كافة جهات البلاد . ثم شنت حملة تعريب المؤسسات الرسمية وتعريب التعليم ، وهي حملات لم تكن تلاقي إجماع الجميع . وبما أن الإطارات الجزائرية كانت في مجملها فرنكوفونية فقد تم جلب المعلمين من سوريا ومن مصر . وهكذا تم عرض أطفال المدارس إلى البروباغاندا العروبية والإسلاموية خاصة من طرف مصريين جاءوا لترويج أفكار حسن البنا . تحولت دروس الرياضيات إلى دروس في التربية الدينية . ترك التراث الشعبي الجزائري وبخاصة الثقافات البربرية على الهامش وعوضتها إيديولوجيات قادمة من الشرق .

خلال السنوات 1980 تكونت جماعات أصولية داخل الجامعة الجزائرية (رجال ملتحون ونساء بالحجاب) وكما هو الحال في جامعات تركيا مثلا دخلت هذه الجماعات في مواجهات مع الطلبة التقدميين وطلبة اليسار . لا يزال النظام التعليمي الجزائري مخترقا من طرف الإيديولوجيا الاسلاموية المتطرفة : إذ كان الفشل الدراسي يرمي بالأطفال والمراهقين إلى الشوارع حيث تتلقفهم الشبكات الإسلاموية خصوصا في الأحياء الشعبية . وفي ظل الظلم والـ"حقرة" اليوميين وبعد إقصائهم من التمتع بعائدات النفط المحتكرة من طرف الطبقات الحاكمة (جبهة التحرير والجيش) ، في نظام يتميز بافشاء الرشوة و الفساد يجد الشباب الجزائري نفسه متروكا للتكافل الإجتماعي والتضامن الشعبي الذي تكفله منظمات ذات توجهات متعصبة .

ب ـ شيوخ الاسلاموية أوالأتقياء الأوائل :

غداة الإستقلال ، ظهر على الساحة ثلاثة شيوخ يتحدون اسلام الدولة و يقدمون أنفسهم كورثة شرعيين للعلماء . رفض هؤلاء ، على عكس البشير الإبراهيمي الدخول في الأجهزة الرسمية . سنطلق على هؤلاء تسمية "الشيوخ الثلاثة" . هؤلاء هم : سلطاني ، صحراوي وسحنون الذين تميزوا منذ 1962 بنشاطهم الوعظي جعلهم ذوي صيت كبير كما عرفوا أيضا بنشاطهم الإسلاموي وبرفضهم القاطع للسلطة . بحكم كونهم عاشوا الإستعمار ثم حرب الإستقلال وبحكم كونهم أعضاء سابقين في جمعية ابن باديس فإن الشيوخ الثلاثة مثلوا شخصيات محاطة بهالة من القدسية بالنسبة للأجيال القادمة من الأصوليين . وقد أصبحت المساجد التي كانوا يقومون فيها بالوعظ مراكزا للنشاط الإسلاموي .

عبد اللطيف سلطاني (1902 ـ 1984)

من مواليد الأوراس ، كان سلطاني مكلفا من قبل إبن باديس بنشر الإصلاح الديني في جهة قسنطينة . كان خريج الزيتونة وقد شغل مناصب عدة في جمعية ابن باديس قبل أن يصبح إماما لمسجد النور في العاصمة الجزائرية . رفض سلطاني تعلم اللغة الفرنسية لأنها لغة "كفار" . في سنة 1965 ، ولما كان إماما لمسجد كاتشاوة ، هاجم الإختلاط بين الجنسين وهاجم لباس بعض الفتيات في استعراض وطني :
"ما نندد به ، وما نرفض أن يتكرر ، هو أن يزج في مثل هذه العروض بفتيات بلباس فاضح لا يستر من أجسادهن إلا القليل . كانت المرأة التي تمثل كل سكان هذا البلد والتي تتقدم العرض تلبس تنورة ! هذا ما لا يمكن أن نقبل به أو نسكت عنه."

إبان هذه التصريحات تم تسريحه من عمله ، ثم عاد إلى العمل كمرشد ديني بالقصبة إبان إنقلاب بومدين . ثم عزل مرة أخرى . تحول إثر ذلك إلى التعليم فشغل منصب أستاذ تعليم ثانوي وواصل وعظياته في مساجد "مستقلة" . لكن ما جعل منه إسما كبيرا في الحركة الإسلاموية الجزائرية ، زيادة على نقده العنيف للسلطة ، هو مساهمته في تشكيل إيديولوجية الحركة بنشره لكتب : "المازدكية أصل الإشتراكية" ، "سهام الإسلام" ،" نحو نظرية اسلامية"

كان سلطاني يرفض لقب "شهداء" لوصف مقاتلي حرب التحرير لحجة أنهم لم يموتوا من أجل الدين بل من أجل تجربة نظام مستورد هو الإشتراكية . لما توفي في سنة 1984 مشى في جنازته 20 ألف شخص وكانت جنازته حدثا سياسيا في حد ذاته .

أحمد سحنون (1907 ـ 2003)


أصيل منطقة بسكرة ، دخل أحمد سحنون جمعية العلماء التي أسسها ابن باديس وبدأ نقده مبكرا لسلطة الإستعمار في مواعظه بمسجد بولوغين بالعاصمة مما أدى إلى اعتقاله من طرف المستعمر . بعد الإستقلال ، وقف ضد الإشتراكية التي اعتمدتها السلطة ورفض في 1968 راتبه الشهري كإمام معين من طرف وزارة الشؤون الدينية . تفرغ للوعظ الديني ، خصوصا بعد 1974 ، في مسجد الأرقم أين كان يكون الأجيال الجديدة على الأفكار الإسلاموية . بعد ذلك أصبح عدد كبير من تلاميذه على رأس الجبهة الوطنية للإنقاذ (فيس) . بعد توقيعه على اتفاق نوفمبر 1982 مع عباسي مدني وضع تحت الإقامة الجبرية (لم تكن سنه تسمح باعتقاله) ثم أخلي سبيله . كان أحمد سحنون يتمتع بصيت كبير وكان يمثل بالنسبة للتيار "الجزائراني" أبا روحيا . كانت تمثل الجمعية التي أسسها (رابطة الدعوة الإسلامية ـ أسست في فيفري 1989) مكان التقاء الإسلاموين الجزائريين. لم يشارك مباشرة في تأسيس الفيس ، ثم أسس جمعية جديدة في 1990 أطلق عليها اسم "الجمعية الإسلامية للبناء الحضاري" وذلك في إطار سعيه إلى توحيد قوى الإسلام السياسي . لقيت هذه الجمعية ترحيبا من قادة الفيس . في 21 ديسمبر 1989 دعا سحنون النساء المحجبات إلى التظاهر ضد "الحركات النسوية العلمانية ـ الشيوعية" ثم نجح في جمع تأييد آلاف المحجبات لصالح قانون الأسرة الذي جعل من المرأة الجزائرية قاصرة مدى الحياة .

عبد الباقي صحراوي (1908 ـ 1995)

كان صحراوي من قدماء جمعية العلماء . تلقى تعليمه باللغتين العربية والفرنسية في معهد ثانوي فرنسي وفي مدرسة تقليدية ببسكرة . بين 1955 و 1962 لم يشارك في المعارك لكنه شغل منصب الكاتب العام للقسم الإفريقي لـ"القوة العاملة" (نقابة فرنسية). رجع إلى الوطن بعد الإستقلال وتفرغ لتعليم اللغة العربية حتى تقاعده في 1977. قام بالوعظ في مسجد الأرقم إلى جانب أحمد سحنون وناضل بين 1980 و 1989 ضمن الحركة الإسلامية . شارك في تأسيس الفيس وتم تشريفه كقائد تاريخي بدعوته إلى قراءة شهادة ميلاد الجبهة . بعد تعطيل المسار الإنتخابي هرب إلى باريس ودعا من هناك إلى الجهاد . رفض رغم ذلك تصدير العنف إلى فرنسا مما كلفه حكما بالموت من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة (جي ـ إي ـ آ) . اغتيل عن عمر يناهز 85 سنة في الدائرة الـ18 لباريس وشهدت فرنسا بعد ذلك موجة تفجيرات .

ج ـ الشبكة الأفغانية


في نهاية ديسمبر 1979 احتل الإتحاد السوفياتي أفغانستان ونصب حكومة موالية له على رأس البلاد . أصبحت معارضة المجاهدين للتدخل السوفياتي بفضل تمويل الأمريكان (السي ـ آي ـ أي) والسعوديين في إطار الحرب الباردة قتالا عنيفا ضد "الطاغوت الشيوعي" .لم يتأخر الاسلامويون الجزائريون عن الموعد...

في النصف الأول من الثمانينات تطوع مابين 3000 إلى 4000 جزائري لإعانة إخوانهم في أفغانستان في جهادهم ضد الروس . رجع منهم حوالي الألف شخص إلى الجزائر بعد الحرب ، وقد كانوا مدججين بالإيديولوجيا الإسلاموية ومدربين على القتال . في حين ذهب ألف آخرون إلى الشيشان وإلى البوسنة . وقد كان هؤلاء المجاهدون يرحلون إلى أفغانستان على إثر حملات تعبئة في المساجد الجزائرية كانت تعلم بها السلطة . وقد عرف عن محفوظ النحناح ذو الماضي العنيف (قام بإتلاف أعمدة الهاتف إحتجاجا على ميثاق 1976) مسؤوليته عن عدة عمليات تصدير للمجاهدين إلى أراضي القتال الأفغانية وذلك تحت غطاء العمرة . كان الهدف غير المعلن هو إكساب بعض الشباب الجزائري خبرة قتالية تستعمل بعد ذاك على التراب الجزائري ذاته . كان المنتدبون الجدد يسافرون عبر ليل أو نيس ثم السعودية ثم يصلون إلى بيشاور أين تتكفل بهم المنظمات العسكرية الإسلاموية . ثم كان رجوع جزء منهم بعد سنوات الحرب إلى الجزائر عاملا حاسما تأجيج العنف كما سنرى ذلك لاحقا.

المقال القادم : بوادر مؤسسة للعنف
_________

فهرس مجموعة مقالات "ماذا حصل في الجزائر" (قابل للتغير)

الجزء الأول: مقدمة في تاريخ الإسلاموية الجزائرية :

1 ـ إرهاصات الحركة الإسلاموية (1962 ـ 1988)
2 ـ بوادر مؤسسة للعنف
3 ـ أكتوبر 1988 : الديمقراطية المفخخة

الجزء الثاني: الدولة الإسلامية عبر صناديق الإقتراع : 1989 ـ 1992 :

مقالات لا تزال في طور الكتابة


mercredi 7 janvier 2009

ماذا حصل في الجزائر ؟ ـ توطئة

جميع الحقوق محفوظة لـنارافاس ، ترجمة ماني الإفريقي



يطلق لفظ "إسلاموي" على معتنقي الإسلام السياسي أو الأصولي . في حين يسمى بقية المؤمنين الذين يمثلون الأكثرية داخل المجتمعات المسلمة "مسلمين" . إن الهدف الأول بالنسبة للإسلاموي هو قيام الدولة الإسلامية ، أو إعادة الخلافة . وهناك اتجاهان : إتجاه يعتقد في إمكان الوصول إلى ذلك الهدف عن طريق الممارسة السياسية الديمقراطية ، وإتجاه آخر يعتقد في وجوب الكفاح المسلح




سأحاول في هذه السلسلة من المقالات أن أسرد تاريخ الإسلاموية في الجزائر وهي سلسلة موجهة بالدرجة الأولى إلى العرب الذين يجهلون ما وقع في ذاك البلد. على شبكة الأنترنات وبخلاف المصادر التي تروج لنظرية "من يقتل من ؟" تبقى مصادر المعلومات شحيحة في هذا الموضوع في الوقت الذي يفترض فيه أن يعلم الجميع ما عاناه سكان الجزائر وماجلبته عليهم سنوات الدم من كوارث. يفترض أن يكون الجميع على علم بما تكبدته الضحايا وما شوهته الألسنة وحجم المأساة التي غرقت فيها الجزائر بسبب الـ"إيديوليجيا" . أكتب هذا حتى أقول أن كل ما حصل ليس مبهما أو مستعصيا على الفهم ، وأنه على العكس من ذلك بإمكاننا أن نفهم ما جرى ! لذلك اتبعت في سردي خطا منطقيا واضحا لا يحتمل الغموض . من الواجب على مواطني المغرب الكبيرأن يعوا ما حدث من مأساة لدى البلد الجار . لا أحد بإمكانه القول ، في المغرب كما في المشرق : "لم نكن نعلم"... ولا أحد يمكنه أن يدعي أن ما حصل في الجزائر لا يحصل إلا للآخرين ، لذلك أعتقد أنه من المفيد عرضه بقدر ما أستطيع من الموضوعية.

ستجدون قائمة بالمراجع في آخر المقال ، كما ستجدون فيلما رائعا عنوانه "الجزائر ، تشريح مأساة (1988 ـ 2000)" لمالك آيت عاودية وسفرين لابا وهو مفيد لمن يفضل الأفلام التسجيلية على قراءة النصوص الطويلة ، وسيجد محبو الأدب في روايات واسيني الأعرج وياسمينة خضراء تصويرا فنيا وفيا لحقيقة ما جرى. فليسقط اليوم الجهل والإعلام المزور حول ظاهرة الإسلاموية !!!

أنبه أخيرا إلى أن بعض ما سيقال هنا سيكون صعب القراءة . ذلك لأن الحقائق ذاتها لا تطاق . أطلب منكم المعذرة إن كان سردي ينقصه في بعض الأحيان الدقة أو إن كان يحتوي على بعض الأخطاء حول التسلسل الزمني للأحداث . إن كانت وجهة النظر المروية هنا تنحاز إلى طرف ضد آخر فذلك لأنها تروى من طرف شخص معني مباشرة بالأحداث . لقد حاولت قدر المستطاع أن أكون موضوعيا وأن أبادر إلى نقد وجهات النظر المتداولة ، خاصة تلك التي يروج لها السياسيون ...

المقال القادم : إرهاصات الحركة الإسلاموية (1962 ـ 1988)
_________

فهرس مجموعة مقالات "ماذا حصل في الجزائر" (قابل للتغير)

الجزء الأول: مقدمة في تاريخ الإسلاموية الجزائرية :

1 ـ إرهاصات الحركة الإسلاموية (1962 ـ 1988)
2 ـ بوادر مؤسسة للعنف
3 ـ أكتوبر 1988 : الديمقراطية المفخخة

الجزء الثاني: الدولة الإسلامية عبر صناديق الإقتراع : 1989 ـ 1992 :

مقالات لا تزال في طور الكتابة

dimanche 4 janvier 2009

Un miracle qui n'en est pas un (reloaded)

Je republie ici un article paru sur ce même blog le 12 mai 2007 et retiré lors d'un précédent réaménagement. Le sujet est la fameuse démonstration du calcul de la vitesse de la lumière dans le Coran. Cette republication fait suite à deux récentes notes de Niaaa33 (ici et ici).

****************************

Voilà quelques temps, Téméraire v 5.0 a publié sur M_i_R_a_G_e un post sur « la vitesse de la lumière dans le coran ». Le présent post est donc une réponse à ce miracle que notre ami Téméraire v 5.0 a décrit. Je dois préciser que le style direct de cette note ne s'adresse pas à Téméraire en personne qui n'a pas écrit ce texte lui-même (texte qu'on peut trouver sur internet par ailleurs). Il s'adresse plutôt à tous ceux qui croient qu'ils peuvent nous prendre pour des cons.

Je vous laisse donc avec la démonstration miracle. Mes remarques sont en italique.

L'auteur commence par citer le coran :

يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (32:5

Du ciel à la terre, Il administre l'affaire, laquelle ensuite monte vers Lui en un jour équivalent à mille ans de votre calcul.”


L’expression “de votre calcul” ne laisse aucun doute (déjà il vaut mieux se méfier en lisant cette phrase) qu’il s’agit d’années lunaires et a été comprise comme ceci (idée de Zindani, A. and Dezahf M. Organization of Scientific Miracles of Quran, Muslim World League Makka, 1989 et développé par le Dr. Mansour Hassab-Elnaby Professeur de Physique, Université Ain Shams, Caire, Egypte, dans son article “A New Astronomical Quranic Method for The Determination Of The Greatest Speed C”: l’affaire cosmique traverse le ciel avec une vitesse et parcourt une distance (d'après ma compréhension de l'arabe, le verset ne parle pas de distance, il s'agit d'une inerprétation non justifiée) en un jour égale à ce que la lune parcourt en 1000 ans lunaires c’est à dire 12000 mois lunaires sidéraux.

En se basant sur cette information on peut écrire (en se basant sur une hypothèse fausse, tu peux écrire ce que tu veux) :

Distance traversée par la lumière en un jour sidéral = distance traversée par la lune en 1200 (tu veux dire 12 000 sûrement) révolutions. Ct = 12000 L

Où :

C = la vitesse de l’affaire cosmique
t = Le jour sidéral terrestre, c’est à dire 23 h 56 min 4,0906 sec = 86164,0906 sec

L = la distance parcourue par la lune en un mois lunaire sidéral sans les interférences de son mouvement spiral causé par la révolution de la terre autour du soleil. C’est à dire la longueur de l’orbite lunaire nette sans les effets du champ gravitationnel solaire. (tu oublies de dire dans quel référentiel est ce que cette distance est calculée. Géocentrique ? Héliocentrique ? Galiléen ou pas ? Mystère ! Les effets du champ gravitationnel solaire : sûrement un problème à 3 corps alors ! Ça promet ! Mais si on veut négliger les effets gravitationnels solaires, pourquoi ne pas considérer un problème à 2 corps (Terre, Lune) au lieu de se casser la tête)

La vitesse orbitale de la lune est approximativement de 1 km/s (dans quel référentiel ? Géocentrique je suppose) , un calcul assez précis serait de prendre
V la valeur moyenne de la vitesse lunaire déduite du rayon moyen R de l’orbite lunaire en prenant le périmètre de l’orbite, ce qui nous permet d’écrire:

V = 2 Pi * R/T

R est égal à 384264 km (quel R tu considères ? Le demi-grand-axe ? Le demi-petit-axe ou la moyenne des 2 ? j'espère pour toi que tu sais que la trajectoire de la lune autour de la terre est une ellipse et pas un cercle) et T le mois lunaire sidéral qui vaut: 655,71986 heures, et en substituant R et T par leur valeur on obtient :

V = (2 Pi * 384264 )/655.71986= 3682.07 km/hr

C’est à dire 3682,07/3600 = 1,022797 km/s, Ce que la NASA publie dans ses pages web et ce qu’on trouve dans tous les manuels d’astronomie (on te croit sur parole, mais la vitesse moyenne devrait être calculée comme suit :

1/T . ∫v(s,t) dt

en intégrant sur une période de t=0 à t=T (où s est l'abscisse curviligne et t est le temps et T une période). J'espère que ce calcul donne la même valeur).

Soit l’angle @ parcouru par le système terre lune autour du soleil pendant une durée d’un mois sidéral d’une période de 27,321661 jours. En tenant compte de la période héliocentrique de 365,25636 jours (1 an) on peut donc calculer @:

@ = 27.321661*360/365.25636= 26,92848

(Soit. Mais je vois pas du tout à quoi ça sert de calculer @, calcul complètement inutile)

Puisque la présence du soleil change les propriétés géométriques de l’espace et du temps, on doit donc dans les calculs éliminer ses effets sur le système terre-lune (et pourquoi pas les laisser s'ils existent réellement ces effets ?) d’après la condition de validité du second postulat de la relativité spéciale (j'ai peur, Einstein pointe son nez, la relativité n'a jamais été mon point fort), c’est à dire qu’on ne doit prendre en considération que le mouvement lunaire géocentrique sans le mouvement héliocentrique du système terre-lune (je sens une grosse embrouille, là. Attends que je relise).

Bon là permets-moi de t'interrompre :

D'abord on dit relativité « restreinte » et pas « spéciale » en français. Tu es anglosaxon ou quoi ? Ensuite, voilà le 2ème postulat de la relativité restreinte : « La vitesse de la lumière dans le vide a la même valeur dans tous les référentiels inertiels » où est-ce qu'on parle de vitesse de la lumière ici ? Je sais pas. 1 km/h on est encore très loin de la vitesse de la lumière. Aucun résultat de relativité restreinte ou générale n'est nécessaire ici, Newton et Kepler suffisent largement, laisse Einstein tranquille.

La prochaine fois que tu parles de relativité restreinte, sors-nous des tenseurs avec des indices qui respectent les conventions d'Einstein ou des intégrales multiples avec des variables un peu exotiques. Ça serait au moins plus crédible. Pourquoi ne pas parler de la demi-norme de l'espace-temps qui fait peur aux plus endurcis des physiciens ? Pourtant tu parles de la distorsion de l'espace-temps dûe à la présence du soleil. Au fait, je pense qu'autant que moi tu n'y comprends rien en relativité.

En supposant une terre stationnaire, la vitesse orbitale nette VO de la lune est donc:

VO = V cos@

(j'ai tourné mon schéma dans tous les sens, le cos@ je comprends toujours pas d'où il sort. Tu aurais pu faire V(L/T) = V(L/S) - V(T/S) pour avoir la vitesse "nette" de rotation de L par rapport à T. Mais comme tu t'obstines à nous cacher le référentiel dans lequel tu calcules ton V, on ne peut que te suivre)

Et de ceci on peut maintenant calculer le périmètre L de l’orbite lunaire:

L = V cos@ T

ce périmètre doit être calculé en intégrant ∫v(s,t) dt pour être plus précis. En considérant la trajectoire circulaire (ce qui n'est pas vrai, mais c'est une bonne approximation), une valeur approchée de L serait : L = 2. pi. R (R rayon moyen de la trajectoire). Facile ! il s'agit du périmètre d'un cercle. Mais tu t'obstines à parler de cos@.

Ce qui nous permet d’écrire:

Ct = 1200 V cos @T

et Ct = 1200 V cos @ T/t

Et en substituant V, t et T par leur Valeur (V = 3682,07 km/heure) on obtient:

C=12000 * 3682,07 * 0,89157 * 655,71986/86164,0906


(bien sûr tout est faux, tu pars sur de très mauvaises bases)

C = 299792.5 km/s

Qui est la valeur coranique. En comparant ceci avec la valeur internationale: C = 299792,458 km/s, on peut déclarer que l’affaire cosmique mentionnée dans le Coran s’agit bien de la lumière qui est le phénomène physique doué de la plus haute vitesse dans la nature (on peut déclarer aussi que la physique vient d'être humiliée à l'instant).

OK chef, c'est zéro, miracle suivant s'il vous plaît ! Tu comprends pas pourquoi ? Non c'est pas parce que tu te trompes de 0.042 dans la valeur numérique (ça serait intéressant de chercher qui s'est trompé, les calculs de la NASA sûrement), c'est parce qu'en physique peu importe la valeur numérique si le raisonnement est FAUX.

Si on part de tes hypothèses de départ, on peut écrire en effet C.t = 12000 L. Sans se casser la tête on peut écrire L = 2. pi. R ce qui donne :

C = (12 000. 2. pi. R)/t

Une rapide application numérique donne : C = 336 251. 71 km/h , qui est la vitesse de « l'affaire cosmique », plus rapide apparemment que la lumière !! (en voilà un miracle !).

S'il te plaît ne prends pas les gens pour des imbéciles. A supposer que ta démarche est bonne, est-ce que cela veut dire que la vitesse de la lumière change au cours du temps ? Les valeurs que tu utilises (L, T, R, t, V) sont des valeurs moyennes, elles changent au cours d'une période et à plus grande échelle de temps varient lentement. La durée d'un jour terrestre (t) s'allonge. La lune s'éloigne doucement de la terre, donc R augmente sur quelques millions d'années. Ce qui veut dire que la vitesse de « l'affaire cosmique » change, même d'une manière très faible, ce qui n'est pas le cas de la célérité de la lumière c qui elle est constante, dans le temps et même quand on change de référentiel (et ça c'est un VRAI miracle, que nous avons découvert grâce aux savants athées Einstein et companie qui crèveront en enfer).

Post Scriptum humoristique (interdit à tout croyant qui a des sentiments religieux sensibles) :

Selon ce prétendu miracle, « l'affaire cosmique » met un jour lumière pour atteindre dieu. Ceci est compatible avec la physique moderne qui affirme qu'aucune information ne peut circuler dans l'univers à une vitesse supérieure à celle de la lumière. Donc, quand quelque chose arrive sur terre, il en faut du temps pour que dieu en soit informé, le temps que l'infrmation remonte quoi ! Ceci peut être une explication du retard que peut prendre le traitement des demandes des pauvres humains formulées par des prière (24h pour que l'information arrive + le temps de traitement qui va dépendre de la vitesse des microprocesseurs + 24h pour que l'info redescende sur terre). Ça explique le décalage permanent entre les désirs des humains et les réactions de dieu.

Autre chose : un jour-lumière correspond à une distance d = C . t = 2.583 . 1010 km

INFO DU JOUR : Nous avons localisé dieu !!!!!! il est là haut à exactement 25.83134 milliards de km de nous !

Mot de la fin : S'il vous plaît respecter notre intelligence, c'est tout ce qu'on vous demande. Ni les croyants ni les athées n'ont besoin de telles pseudo-démonstrations qui nuisent gravement à l'image de l'islam.

_________

Remarque importante : je me suis appuyé sur mes connaissances en physique, mais je suis loin d'être un vrai physicien. S'il y en a un dans la salle su'il se manifeste.