lundi 25 février 2008

الفلسفة ومعركة العقلانية



كيف عديت الباك كانت وحدة مالماتيارات اللي نعمل عليهم بون كيف هي الفلسفة . كنت كي ندخل للدرس نشيخ في مخي ، نحس روحي اللي كنت بهيم قبل ما ندخل للقاعة ، واللي الأستاذ قاعد يحللي في عينيا على حاجات عمري ما كنت نخمم فيهم ولا عمرهم كانوا يخطروا في بالي .

أستاذي متع الفلسفة في الباك إنسان متميز برشة . رغم صغر سنو فإنو كان موسوعة متع معرفة . ما فماش سؤال ما يجاوبش عليه ، ومافماش حاجة ما يعرفهاش . إنسان رايع ، بيداغوجيا وأخلاقيا وعلميا . وطوال العام الدراسي عمرو ما أفصح عن معتقداتو هو رغم اللي أحنا ديما شاددينو بالأسئلة : ملحد والا متدين ؟ ربي موجود والا لا ؟ زعمة ماركس كان غالط على طول الخط ؟ وشكون قال اللي تحكيلنا فيه صحيح ؟ انتي مؤمن باللي تحكي فيه والا لا ؟

بالطبيعة فمة برشة كانوا ماخذين الفلسفة على أساس ماتيار صعيبة ومتع تكسير راس وزايد تخدمها . دي توت فاسون تخدم والا تزمر ديما النوت خايبة . والنوت في السيستام التعليمي متاعنا حاجة هامة ياسر ، أهم مالمعرفة في حد ذاتها . لكن كان فمة شكون يتبع ويحب يفهم ، والناس هاذم كانت تقلقهم دروس الفلسفة بدرجة كبيرة على خاطر ما بين اللي تعلموه في التربية الإسلامية وفالدار وما بين اللي يخرف فيه استاذ الفلسفة... فمة فرق كبير وشاسع .

الحاصيلو الفلسفة حلت أمخاخ برشة عباد ، وبرشة نعرفهم في الوقت هذاكة خلاو معتقداتهم الدينية وولاو ملحدين والا لاأدريين... الفلسفة خلاتنا نفكروا ونخدموا أمخاخنا ونتسائلوا ونحكيو في مواضيع ممنوعة... عخاطر الفلسفة كي تجي تشوف ماهياش علم اللادني... وأي واحد عندو الحق يفكر ويتسائل ويحل آفاقو شوية ويعمل نظرة بانوراميك على الدنيا : معنى الوجود ، الإله ، النفس ، الخلود ، اللاوعي ، الحرية ، الموت ، الجنس ، المعرفة ، الأخلاق ، الإنسان... والحاجة الأهم وقتللي نتناولو المسائل هذي هو عدم التقيد بحدود معينة "لا تقف حائلا بين فكرتك ونقيضها" يقول نيتشه . وآنا شخصيا كيف كنت نحرر مواضيع في الفلسفة كنت نلوج على الأفكار اللي "مع" والأفكار اللي "ضد" وكنت كل مرة مبهور بأنو تقريبا كل فكرة عندها نقيضها اللي يمكن يكون صحيح بنفس القدر اللي الفكرة لولى صحيحة... وهو ما يعبر عنو عند هيغل بالجدلية ، يعني الشي ونقيضو الزوز صحاح... في حدود معينة .

الفلسفة هي حجر الزاوية متع الثقافة والفكر . وهي ركن أساسي في تكوين الفرد وصقل قدراتو النقدية . وهذاك اللي خلا منها مادة اجبارية في التعليم التونسي مهما كان إختصاص الباكالوريا . والفلسفة ما تطلبش امكانيات كبيرة : لا مخابر ولا آلات حاسبة ولا تجهيزات ولا حتى شي . العقل والفضول المعرفي هوما اللي واحد يحتاجهم باش ينجم "يتفلسف" ، لا أكثر ولا أقل . آما خسارة برشة ناس ماخذة الفلسفة على أنها حاجة خايبة ، ما توصل لشي ، تكسير راس ، ما منها فايدة... خلي عاد اللي يقلك اللي هي تبعدك عللي قال ربي والنبي...

الحديث هذا على الفلسفة جا في بالي وآنا نقرا في أحد التعاليق على موضوع سابق : "اساتذة الفلسفة اليوم اللي من المفروض هوما اللي يعلموا الناس العقلانية بداو هوما راكبين الموجة ". والموجة اللي يحكي عليها خونا أبوناظم هي موجة التدين اللي توصل في بعض مظاهرها للتخونج ، أي النضال السياسي ضمن خط إسلاموي يهدف إلى أسلمة المجتمع ومن ثمة أسلمة الدولة . علاش وصلنا لها الدرجة ؟ علاش الناس اللي مالمفروض عندهم مسافة نقدية بالنسبة للواقع هوما أول من يشارك في اسكات العقل ؟

نحب نوضح حاجة لهنا : بالنسبة ليا العقلانية ماهياش بالضرورة الإلحاد . والتفلسف والنقد ماهمش بالضرورة رفض ما جا بيه الدين جملة وتفصيلا . من الممكن أنو الناس تكون عقلانية وفي نفس الوقت تكون متدينة ، ما فمة حت شي يمنع ذلك . سبينوزا كان عندو تصورو الخاص على الإلاه ، و كيركيغارد مثلا كان مؤمن ، وكارل ياسبرز وغيرهم برشة... وهاذم الكل فلاسفة كبار . آما فمة حاجات ما يمشيوش مع العقلانية : الفكر الغيبي والتطير وتسليم العقل إلى الشيوخ وغيرها مالمظاهر اللي تبكّي في تونسنا اليوم .

الشي اللي قاعدين نعيشو فيه اليوم في تونس (وأحنا اللي "فصعنا مالبلاد" كيما يقول أبو ناظم نعايشو فيه من بعيد) ما هواش رجوع للربي والطريق المستقيم ، بل هو باختصار شديد الغاء للعقل من الحياة العامة والخاصة واستقالة جماعية من مسؤولية التفكير واعمال العقل . التونسي عايش حالة انفصام في الشخصية من هاك العام : اللي يسمعو في التلفزة ما هواش اللي يعيشو هو في الواقع ، اللي يقراه في الجرايد ما عندو حتى علاقة باللي يرا فيه كل يوم . الناس الكل تحب تنطق وتقول شنوة اللي موش عاجبها في السياسة ، آما كي يصح الصحيح الناس الكل تجبد البندير . وهذاكة علاش برشة لقاو اللي التدين شكل من أشكال المقاومة الصامتة . "الحاكم ما يحبنيش نصلي ، مالا نصلي بالسيف عليه". وهكاكة المظاهر متع التدين تولي شكل من أشكال ممارسة "الحرية" ، أي حرية الخضوع لسلطة أخرى غير سلطة الحاكم : سلطة النص المقدس وسلطة الشيخ الفلاني والشيخ العلاني ، وبالطريقة هاذي تولي شعارات عبثية من نوع "الحجاب يحرر المرأة" شعارات عندها ما يبررها .

العقلانية اللي حاجتنا بيها اليوم في تونس ماهياش عقلانية متاع ماط : الحقيقة واحدة ووحيدة ويلزم الوصول إليها مهما كانت السبل ، بل عقلانية متاع فلسفة : الحقيقة متعددة ونسبية ومتجزأة ، وفي نهاية المطاف كل واحد عندو الحقيقة متاعو . لخلق جيل عندو حس نقدي يلزم الإهتمام بتدريس الفلسفة ووضعها في ضمن أولويات السياسة التربوية . وإذا كان أساتذة الفلسفة هوما أول من يخضع للمنظومة الأخلاقية والقيمية للمجتمع ، فتدريس الفلسفة يبقى كي بيه كي بلاش . عخاطر واحد من أهداف فعل التفلسف هو تكوين فرد قادر على ابتكار قيم جديدة (وهذي فكرة قوية من أفكار نيتشه) ، أما إذا كان الهدف هو تبرير القيم السائدة ، أو تقويتها ، فحقيقة يا خيبة المسعى .

5 commentaires:

baz2x1 a dit…

La philosophie était ma matière préférée(j'étais bac math). j'excellais pendant le cours I mais mon niveau de rédaction en arabe était médiocre d'où ma mauvaise note quand j'ai passé bac 3/20. Les correcteurs prennent en compte surtout le style d'écriture et les information que l'élève doit déballer dans sa copie. Des information qu'il a appris bien sur.
La philo m'a poussé à réfléchir. A tout remettre en question. C'est la seul matière qui a influencé ma vie et mes choix.

trainspotting a dit…

Moi je suis tombée sur un prof qui nous apprenait les raisonnements d'autrui , mais pas les méthodes de raisonnement. On ne faisait qu'ingurgiter des raisonnements et des citations pour les sortir le jour de l'examen avec une exactititude quasi-religieuse.
Je ne garde pas un bon souvenir des cours de philo, j'au eu l'impression d'avoir eu plus de liberté de raisonnement et d'argumentation durant les devoirs d'expression écrite que durant les cours de philo , ça devrait pourtant être le contraire

Anonyme a dit…

صحيح
..
ولو أنها "العقلانية" كمفهوم و منهج وصلت إلى حدودها توة و عوضتها ما بعد الحداثة

..
أما إيذا تقصد "مبدأ إعمال العقل" فأنا واحد مالناس نتمنى ضارب الفلسفة يولي أربعة

S.D a dit…

je suis moi-même au bac cette année, et malheureusement la philosophie prend de moins en moins de valeur en Tunisie.
Parmi les nouvelles réformes du nouveau programme: coefficient de la philo:1; les devoirs de philo seront divisés en 2 parties, une qui ressemble un peu à une restitution de connaissances (mafahim,un texte avec des questions...) et une partie d'"essai", une sorte de dissertation mais qui permet aux élèves de ne pas dépasser 20 lignes!
Sinon même si j'adore cette matière, j'ai toujours un peu de mal à exprimer mes idées en arabe ce qui me joue des tours pendant les devoirs :(

abunadem marzouki a dit…

باهي كي جبته الموضوع يا ماني انا موافقك انو العقلانية ماهيش متعارضة مع الاعتقاد اما التدين اللي نحكي عليه هو الانغلاق الفكري وهذا هو اعلان انهزام العقل وهو موجة جديدة سميتها خاطر ظهرت بعد انهيار بغداد وتعرف ان بعض المظاهر الاجتماعية تكون ردات فعل عن واقع سيء والدليل انو الناس هاذومة ما يميزوش بين حسن نصرالله وبن لادن وهذا دليل على العقل ماعادش يفكر اليوم وزاده الواقع اللي معشش فيهاللاهوت اطلق العنان لابداعات الهزيمة والجهل والتخلف بها الفتاوى اللي قاعدين يروجوا فيها كل يوم ...قاللي واحد ادخل للجامع شوف قداش عباد تصلي توا تعرف اش معناها عودة التدين ..قتلو بره اعمل دورة في الروتوند وبارات الافينو بركة توة شوف العكس...في السبعينات الغنوشي دخل عليه المفقد يقري " ان الدين عند الله الاسلام " اليوم برشة زملاء ما ينجموش يفهمو الدين كنظام رمزي خارج سياق المؤسسة التي توظفو في هاالمجتمع التعيس .