mardi 29 septembre 2009

حول خروج الحزب الإشتراكي اليساري من المبادرة


أصدر الحزب الإشتراكي اليساري (أحد مكونات المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم) بلاغا يوم 20 سبتمبر الماضي فيما يلي نصه :

قرر الحزب الاشتراكي اليساري المشاركة في الانتخابات التشريعية بقائمات مستقلة وذلك للاعتبارات التالية:


أولا : أبلغنا ممثلا حركة التجديد ، في اجتماع رسمي لأحزاب المبادرة الوطنية من اجل الديمقراطية والتقدم ( حركة التجديد وحزب العمل الوطني الديمقراطي والحزب الاشتراكي اليساري ) يوم 18 سبتمبر 2009 خصص لوضع اللمسات الأخيرة حول توزيع رئاسة القائمات ، قرار الهيئة السياسية للحركة الرافض لترأس أحد الرفاق رئاسة قائمة منوبة . فاعتبرنا أن التداول في \ان يتعلق باختيار حزبنا من قبل الهيئة السياسية والمجلس المركزي لحركة التجديد، بقطع النظر عن التبريرات التي تأسس عليها ، يعتبر تعد على استقلالية قرارنا وتدخلا سافرا في شؤوننا الداخلية ، وطالبنا بمراجعته فورا . مع العلم أننا لم نتدخل قط في خيارات حركة التجديد وقبلنا بها ، رغم التحفظات التي لدينا .



وعاودنا الاتصال بحركة التجديد يوم 19 سبتمبر 2009 ولمسنا عدم تغير الموقف .وعند ظهر نفس اليوم اتصل وفد من حزب العمل الوطني الديمقراطي بحركة التجديد ، في محاولة لتجاوز هذه المعضلة ، لكن دون جدوى ، لذ تمسك ممثلاها بالموقف الرسمي للحركة وواصلا دفاعهما عن مشروعيته .وزيادة على دلك فان حرك التجديد كادت أن تنفرد برئاسة القائمات أينما وجدت وتجاهلت شريكيها : حزب العمل الوطني الديمقراطي والحزب الاشتراكي اليساري ، في الجهات التي ها دور هام في الحياة السياسية .



وأمام هذا التعدي وهذا التعنت ومحاولة التفرد برئاسة القائمات، قررنا الانسحاب من قائمات " حركة التجديد/ المبادرة الوطنية من اجل الديمقراطية والتقدم "



ثانيا : ونظرا لأن الحزب الاشتراكي اليساري لم يتحصل بعد على تأشيرة العمل القانوني يتعذر عليه المشاركة في الانتخابات بقائمة موحدة . وانطلاقا من وعينا أن المشاركة في الانتخابات تمثل مكونة أساسية في مواطنتنا وفي فعلنا السياسي مع الشعب، قررنا المشاركة بقائمات مستقلة.



تونس في 20سبتمبر 2009

الحزب الاشتراكي اليساري"


و قد نشرت الطريق الجديد على إثر ذلك رسالة مفتوحة ممضاة من طرف الهيئة السياسية لحركة التجديد فيما يلي نصها :

"أيها الرفاق الأعزاء،



تحيّة أخوية وبعد فقد تلقينا بمنتهى الأسف، وعبر وسائل الإعلام، قراركم بالانسحاب من قائمات "حركة التجديد/المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم" بالنسبة للانتخابات التشريعية المقبلة.

ومما ضاعف شعورنا بالأسف ء وهو شعور يشاطره جميع التجديديين والمبادرين وأصدقائهمء هو أن قراركم هذا أنبنى على خلاف نعتبره بسيطا إذ هو لا يمس جوهر علاقتنا بل يشكل حالة خاصة تتعلق بترأس أحد أعضاء حزبكم لقائمة انتخابية واحدة وذلك بعد أن حصل اتفاق أولي بين مكونات المبادرة حول توزيع رئاسة القائمات بينها.


وكما تعلمون فإن هذه القائمات هي سياسيا قائمات جبهة ولكنها قانونيا وعمليا قائمات حركة التجديد. ومن ثمة تبقى حركتنا تتحمل المسؤولية عن تزكية المترشحين داخل هذه القوائم ومن الطبيعي إذن أن يكون لها حق النظر في الترشحات ولا يعد ذلك بالمرة تدخلا في الشؤون الداخلية للأحزاب المتحالفة ولا مسّا باستقلالية قرار حزبكم الذي نكن لرموزه ومناضليه عميق الاحترام ولنا معهم تجربة نضالية ثريّة وطّدت علاقات الصداقة والمودّة بيننا.




لقد انبنى هذا الخلاف على ما أبديناه من احتراز على من اقترحتموه لرئاسة القائمة بدائرة منوبة. وأنتم تعلمون جيدا أن احترازنا هذا ناتج ء كما بيّنا لكمء عن مواقف سياسية وتحركات قام بها مرشحكم المذكور منذ مدة وآخرها حضوره النشيط في المؤتمر الذي انعقد بتشجيع من السلطة للقضاء على مكتب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيينء أول نقابة مستقلة يتمكن الصحفيون التونسيون من إقامتها، فعملت السلطة على القضاء عليها بشتى الوسائل بما فيها تسخير القضاء وترغيب الصحافيين وترهيبهم.




لقد بدا لنا أن ترأس السيد الزيادي لقائمة التجديد/ المبادرة من شأنه أن يجعل سياستها وتوجهاتها مشوشة تشويشا كبيرا، وهي التي أسست أرضيتها منذ البداية وأكدتها في عديد المناسبات على العمل على تحقيق المنعرج الديمقراطي الذي يمثل استقلالية المجتمع المدني وحرية الصحافة إحدى ركائزه الرئيسية.

فكيف يمثلها في انتخابات تشريعية من شارك بصورة فعالة في عملية دبرت لضرب استقلالية النقابة؟
إن احترازنا هذا – كما تعلمونء يأتي من باب الحرص على أن تبقى المبادرة وتوجهاتها الأساسية تتمتع بمقروئية جيّدة وتناسق تام في كل مواقفها وتحركاتها، وأن لا تشوش تلك المقروئية حالة فردية نتصور أنه من الأنفع للجميع تجاوزها، وكذلك من باب الحرص على تفويت الفرصة على خصومنا الذين لن يترددوا في رمينا بازدواجية الخطاب والمواقف.



أيها الرفاق،



إننا مازلنا على يقيننا الراسخ أن ما جمعنا منذ 2004 من أرضية ونضالات مشتركة أهم بكثير من خلاف محدود يتعلق بحالة خاصة، ومع تفهمنا لانزعاجكم من احترازنا لما قد يحدثه من ردود فعل، فإننا نؤكد لكم أن الأمر لا يتعلق إلا بالحرص على صورة المبادرة ونحن على قناعة كاملة بأنكم تشاطروننا هذا الحرص.

لذا فإننا، أيها الرفاق الأعزاء، نناشدكم أن تسبقوا الأهم على المهم أن تضعوا فوق كل اعتبار وما يجمعنا من أرضية سياسية وبرنامج انتخابي مشترك وإطار تحالفي استراتيجي هو المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم وهو إطار نريده أن يصمد ويتعزز ويتوسّع خدمة لتونس ولشعبها.


وتقبلوا، أيها الرفاق الأعزاء أصدق عبارات الأخوة والتقدير



الهيئة السياسية لحركة التجديد"


المطلوب اليوم من كل القوى الديمقراطية والتقدمية تجاوز هذا الخلاف سريعا وتركيز الجهود على الموعد الإنتخابي القادم. إن إختلاف الرؤى وارد وممكن بل ومطلوب من أجل التقدم بالحوار والنقاش.

1 commentaire:

ferrrrr a dit…

خسارة! كانت فرصة للانتصار على التجمع الدستوري الديمقراطي الي احتكر السلطة