توة مدة بعض اللخيان بادروا بإنشاء مدونة مختصة في التدوين الصوتي (رديون). وهذي بادرة طيبة على خاطر التدوين الصوتي موضة جديدة قاعدة تنتشر توة وآنا نرى اللي باهي ياسر كونو نشوفو حاجات كيف هكة في البلوغوسفار التونسية.
تبقى التدوينات اللي قاعدين نراو فيهم على رديون ما يمكنش حسب رايي يكونلهم النجاح المنتظر . علاش ؟ على خاطر التدوين الصوتي عندو خصوصياتو اللي يتميز بيها على التدوين الكتابي. فتدوينة كتابية هي أقرب ما تكون لمقال في الصحافة المكتوبة. ورايي الشخصي (اللي ما يلزم حتى حد) هو كونو تدوينة كتابية باهية هي عبارة على مقال صحفي باهي. بمعنى آخر نفس المعايير اللي نقييموا بيها مقال فيا الصحافة المكتوبة ننجموا نقيموا بيها تدوينة كتابية ، مع الأخذ بعين الإعتبار وأنو المدون شخص هاوي وماعندوش الخبرة المهنية متاع صحفي محترف (رغم اللي كلمة صحفي محترف أهميتها محدودة جدا في بلاد ولات فيها الصحافة بودورو هي القاعدة ، وقداش من مدون على تن ـ بلوغز يفوت برشة ناس عندهم بطاقة صحفي).
دونك ، إذا كانت التدوينة الكتابية عبارة على نسخة معدلة من العمل الصحفي الكتابي فإنو التدوينة الصوتية هي كذلك نسخة معدلة من الصحافة المسموعة. وما يخفى على حد اللي القواعد متاع الخدمة والمعايير متاع التقييم تختلف بين الزوز أنواع هاذم متاع العمل الصحفي .
كي تبدا تقرى في مقال تنجم تنقز فقرة ، تمشي ديراكت للبارتي اللي حاجتك بيها ، تقرى فيسع (أون دياغونال كيما يقولو الفرنسيس) ، على خاطر المقال بكلو تنجم تشوفو في نظرة وحدة وإنتي اللي مسيطر عليه موش هو اللي مسيطر عليك . على العكس من ذلك التدوينة الصوتية هي اللي تحكم فيك . لازمك تسمع ماللول للخر ، وإذا كان ما عجبكش وحبيت تشوف آش تقال في آخر الحديث صعيب ياسر باش تعرف فيسع فيسع اللي فمة حاجة مهمة تقالت في الدرجين اللخرنين .
هذاكة علاش التدوينة الصوتية يلزمها تكون مخدومة مليح ، وأول حاجة هي الطول متاعها (ما يلزمش تكون طويلة برشة) والنسق (معناها الريتم) اللي ما يلزموش يكون طايح برشة . بالنسبة لي تدوينة صوتية جيدة أو ممتازة هي عبارة عن برنامج إذاعي كي تسمعو ما تحسوش ثقيل وكل دقيقة تتعدى تشرهك باش تسمع الدقيقة اللي من بعد .
آنا واحد مالناس ما نجمت نسمع حتى تدوينة صوتية حتى للخر . ومن أهم الأسباب هي اللي التدوينات هاذي طويلة ياسر وساعات تصير فيها "ديلوسيون" متاع الموضوع في أحاديث جانبية ماعندهاش علاقة مباشرة بالموضوع . التدوين الصوتي ماهواش تسجيل صوتي لمحادثة في المقهى ، خاصة وأنو السيد المستمع ما عندو حتى قدرة على المشاركة في الحديث . وتدوينة مخدومة ما يمكنش يكونو فيها أسئلة من نوع : "آش قولك يا سي فلان في قضية (...)". يلزم فمة مينيموم متاع تسلسل منطقي للأسئلة وفمة توجيه للحوار مع تجنب السقوط في العموميات. يلزم وقت محدد للتدوينة ووقت محدد لكل مشارك وأسئلة بقدر كافي من الدقة والوضوح .
الحاصل ، نشالله اللخيان ما يتغششوش ويمشي في بالهم اللي البوست هذا ضد زيد والا عمر . خاصة اللي البلوغوسفار متاعنا تعاني من الطائفية والعصبيات القبلية...
ماني
5 commentaires:
تعليقك فيه بعض الملاحظات البناءة ...
لكن...و كما اشرت انت في تدوينتك, هذه التجربة مازالت في بدايتها... و هالتجربة نشاءالله تتطور دوما إلى الاحسن ...
أنا ظاهرلي التجربة إلى حد الآن ناجحة ...و الدليل التفاعل الإيجابي من طرف العديد من المدونين... و مشاركتهم المباشرة في بعض التدوينات الصوتية...
و بغض النظر عن المحتوى... يكفي ان تقف على بعض التفاصيل و المشاكل التقنية في التسجيل لتعلم ان الأمر ليس بالسهولة التي تظن:
و انه قياسا للإمكانيات المتاحة, فإن نقاشات الرديون لحد الآن ذات مستوى جيد...
مرحبا بيك فري راس
مانحبولها كان أنها تتحسن التجربة هاذي وملاحظاتي ماكانت كان في السياق هذا . خسارة كونو ناس تجتهد (رغم الصعوبات التقنية اللي تحكي عليها) ومن بعد الناس ما تسمعهاش على خاطر المقطع الصوتي طويل ياسر (هذا اللي صارلي بالضبط وصار لبرشة ناس).
ما نظنش أنو التقيد بمدة معينة (مثلا 20 دقيقة) حاجة مستحيلة حتى ولو كانت الإمكانيات التقنية محدودة.
أولا شكرا على اهتمامك بمدونة الرديون... و كون متأكد إلي ملاحظاتك مش بش تتاخذ على أساس أنها "مؤامرة طائفية"... بل بالعكس النقاش حول المسائل إلي أثرتها ما ينجم كان يهزنا لفهم أفضل للتدوين... و هذية مناسبة بش نتحاورو بكل هدوء و عقلانية حول الموضوع هذاية
عندي بعض الملاحظات على الملاحظات متاعك:
يلزم بداية نقول إلي التحليل متاعك مبني على أسس فيها مشاكل كبيرة... يعني تعريفك للتدوين صعيب برشة كان تلقى كثير من الناس توافقك عليه... نبداو بالتعريف المتعارف عليه الموجود في ويكيبيديا و إلي هو نفسو إلي تلقاه في موسوعات أكاديمية: النقطة الأساسية الجامعة إلي قائم عليها التدوين هي أنها فعل كتابة "تفاعلية"... و هذا يعني أنو مش بالضرورة تكون عندو أي علاقة بالتحديد بـ"المقال الصحفي" (سواء تحليلي أو إخباري)... و هذا ما يأكدو الواقع: التدوين كيما قاعد يتمارس هو تقريبا كل أشكال الكتابة إلي تهدف للتفاعل مع شيئ ما... هذاكة علاش كيفما تنجم تلقى فيه "التدوينة الباهية" بتعريفك إنت يعني إلي تنجم تولي مقال صحفي... كيما تنجم تلقى فيه ما نسميه "التدوينة المنسابة من كل معيار صحفي" (و إلي تنجم تكون زادة "تدوينة باهية") و هي تدوينات تعرض بشكل عشوائي مشاعر ذاتية... و إلا تدوينات تقوم بقص و تلصيق حاجات من بلايص أو مصادر أخرى (إلي تنجم تكون في الأصل "مقالات صحفية") و لكن تضفي عليهم تعليق خاص... و أحيانا نلقاو الصفات هذية الكل في مدونة وحدة و عند مدون واحد... و أنا يظهرلي هذية تحديدا الخاصية الأساسية للتدوين: التراوح الحر و غير المضبوط بين أشكال مختلفة من الكتابة و إلي يحرك فيها الكل دواعي ذاتية متاع المدون... بلغة أخرى هي فعل كتابة خارج على سلطة التعريف الكلاسيكي...
و إذا كان حسمنا المسائل المتعلقة بتعريف التدوينةالكتابية فإنو هذا أيضا ينطبق على التدوينة الصوتية.... مرة أخرى الهدف الأساسي لهنا هو تفاعلي مبني على دواعي ذاتية: يعني بش نختصر و نقارن مع ماهو إذاعي احترافي نقول: الإذاعي الاحترافي ملتزم و مطالب بش يتكلم بالطريقة إلي تستجيب لشروط إلي يسمع... هدف الكلام هو إلي يسمع.... أما التدوينة الصوتية فهي موجهة للزوز لكن أولا و بالذات هي تلبية لحاجة لدى إلي يتكلم... و بالتالي المدون لهنا سواءا وقتلي يتكلم و إلا يحاور هو قاعد يقوم بشيئ هو في حاجة ليه و بالتالي يعملو بشروطو الخاصة... و حتى "تنشيط" الحوار لهنا موجود بالأساس و هو تنظيم و تنسيق المداخلات الفردية بش ما توليش فوضى الناس تتكلم فرد وقت و حتى حد ما يسمع لاخر.... يعني بشكل إجمالي فمة رغبة في الاستجابة للي يسمع من خلال محاولة التنظيم و تخصيص موضوع لكل حصة و تقسيم الحورارات لأجزاء حتى يمكن للي يسمع تنزيلها(و هذا بالمناسبة يشمل إلي قام بالتدوين الصوتي نفسو)... لكن بالأساس إلي نقومو بيه في مدونتنا هو ببساطة من أجل الحوار و تسجيل الحوار يستهدف أهداف مختلفة منها التفاعل من خلال الاستماع مع مدونين أخرين و لكن أيضا مجرد الرغبة في التسجيل للاستماع لحواراتنا في وقت لاحق ثم أيضا (كيف الكتيبة) للرغبة في "تسجيل" موقف ما من ظاهرة ما... لكن كل هذا ما يمنعش أنو التدوين الصوتي ينجم ياخذ بعد إحترافي في مستوى معين... كيف التدوين الكتابي هذاية يحتاج وقت مخصص أكثر للموضوع و رغبة بالتحديد في الاستجابة للمستمع... و هذاية يلزمو شروط مازالنا مانجموش نقومو بيها في الرديون هذا إذا كان حبينا نقومو بيها.... على كل حال نحنا مفتوحين على مختلف الأشكال في التدوين الصوتي و هذاكة علاش في رأس المدونة فمة جملة تقول أنو هدفنا "ملامسة إذاعات الانترنت"... و لهنا كلمة "ملامسة" الهدف منها أنها تمنحنا بعض الحرية على مستوى التجربة...
بالمناسبة الدعوة مفتوحة ليك بش تشارك معانا و تتفاعل مع التجربة هذية بشكل أكثر جدية من خلال المشاركة معانا و/أو اقتراح مواضيع
radyountunis@gmail.com
توة قريت تعليقك على كلام فري رايس... ممكن توضيح بسيط: جربنا في البداية التسجيل بسوفتوار يحدد بشكل آلي وقت التسجيل في 15 دقيقة (تنجم تلقى في التدوينات الحوارية الأولى تدوينات قصيرة بعشرين دقيقة يعني الحوار مع مقطوعة موسيقية)... لكن بالتجربة لقينا رواحنا مشدودين للوقت و تحت ضغتو بشكل أثر على الحوار و على أنسيابو... و لهنا نرجع للملاحظات متاعي الفوق: نقومو بالتدوين الصوتي بالأساس بش نتحاورو نحنا كمدونين... ثم استعملنا سوفتوار جديد يسجل بدون حدود... لكن صراحة مل ما نكثرو من الأجزاء كل مايخذ وقتو في الإعداد و النشر (حتى أكثر من خمسة ساعات)... و الحقيقة كل واحد منا عندو شؤون خاصة و موضوعية أهم بش نتفرغولها...
ملاحظة أخير بالنسبة لوقت الاستماع: في الاذاعات الحترافية خاصة في أمريكا فمة برامج التولك شوو... و هو أقرب شكل للبرامج الحوارية متاعنا.... البرامج هذية تتواصل (على المباشر في الأغلب) لمدة طويلة تنجم تفوق الساعة.... و بالتأكيد ماتنجمش "تقراها بالدياغونال"... و هذاية ينطبق على كل شي مسموع فما بالك إذا كان على المباشر... و إذا كانت حواراتنا مش احترافية إلا أنها تتميز من الناحية الاجرائية بأنها مسجلة و تنجم تنقز للخر بش تمسع نهاية الحديث... و تنجم توقف (بوز) و ترجع مبعد على عكس البرامج الحوارية الاحترافية المباشرة... طبعا بالنسبة لطريقة الحوار فإنو حتى البرامج الاحترافية تنجم ما تعجبكش تسلسلها... و تركيز المتكلمين على الموضوع المختار... و لو أنو حسبما نتذكر أنو المتحاوين في رديون التزمنا في الأغلب بمواضيع الحوارات متاعنا... و لهنا إذا كان تتذكر مقاطع أو حوار محدد خرجنا من الموضوع أرجو منك الاشارة ليه بش ناخذوه بعين الاعتبار
مرة أخرى شكرا على اهتمامك بالرديون و موضوع التدوين الصوتي إلي نراه مهم مش لأنو موضة و لكن لأنو يمنح الكلام مساحات جديدة للظهور... مساحات أكثر حرية من قبل
طارق مرحبا بيك وكون على ثيقة أنو مادام فمة احترام متبادل ما تلقى مني كان الهدوء والعقلانية والنقاش البناء.
بالنسبة لتعريفي للتدوينة الباهية (اللي ما يلزمني كان آنا) نحب نوضح الكلام اللي قلتو : تقريبا كل أشكال الكتابة تنجم تنشرها في جريدة : الخاطرة والقصيدة والوقائع (كرونيك) وموش برك المقال الإخباري وإلا التحليلي . المعايير اللي نحكي عليها هي اللي تخص الشكل : لغة سليمة ، طول مقبول ، تنقيط ، وجود عنوان يختزل الموضوع ، صورة مرافقة ، الإلتزام بالموضوع... زيد على هذا التفاصيل الصغيرة اللي تخلي القارئ يقبل على الموضوع من نوع جملة افتتاحية "قوية" والا فيها عفسة ("جو دو مو")... هذا ما ينفيش اللي فمة مدونين ما يلتزموش بهذايا الكل ومن حقك أنك تعتبرهم مدونين باهين .
بالنسبة للتدوينات الصوتية فإنو المعايير تختلف ، وآنا نراها أقرب للمعايير الإذاعية منها لمعايير الصحافة المكتوبة . وآنا نرى اللي الحاجة لاحترام هذه المعايير أهم ببرشة في حالة التدوينة الصوتية لأنو المستمع صعيب باش يبقى يسمع فيك لوكان خرجت على الموضوع وإلا لو كان ظهرلو الريتم رزين وإلا فمة برشة إعادة ... (هاذومة أمثلة من راسي مش من التدوينات اللي سمعتهم).
آما إذا كان باش تقلي اللي التدوينة الصوتية هي أولا وابالذات تلبية لحاجة اللي يتكلم ، فآنا نقلك خسارة لأنك هكاكة تخسر برشة مستمعين يهمهم الموضوع . زيد على هذا المستمع ما ينجم يشارك كان بعد تسجيل التدوينة وبطريقة كتابية برك . يعني التفاعل اللي تحكي عليه ، طاح شطرو في الما ...
الوقت ا للي تسمع فيه تدوينة صوتية تنجم تقرا فيه عشرة تدوينات مكتوبة وآنا نفضل نقرا آش كتب طارق والا زيزو والا فري راس على موضوع الجهوية خير وأنجع "إقتصاديا" من سماع حوارهم حول الموضوع (اللي ينجم يكون طيارة برشة على مستوى المحتوى).
آنا يظهرلي التدوين الصوتي أصعب ببرشة مالتدوين الكلاسيكي ، وما ندعيش أني عندي الحل السحري ، آما هاذي مجرد أفكار جاتني بعد ما "فشلت" مرتين في الإستماع إلى تدوينات رديون حتى للخر .
في الأخير وإجابة على التدخل الثاني : التالك شاو هو بيدو فيه برشة تحضير وبرشة تدخل من المنشط وهذاكة اللي يخليه ينجح (إلى جانب طبعا الشخصيات المشاركة) . وصحيح اللي في التدوين الصوتي عندك برشة حرية (تقدم ، تعمل بوز ، إلخ...) لكن ذلك ما يمنعش اللي التدوينة يلزم تكون مخدومة قبل التسجيل (تسلسل منطقي ومتدرج للأسئلة وللتدخلات ، تحضير رؤوس أقلام من طرف كل مشارك...) ومن بعد التسجيل (مونتاج ، إدخال مقاطع موسيقية...).
مرحبا بيك ديما وانشالله يتواصل الحوار لهنا وإلا في أي بلاصة في البلوغوسفار .
وسحقا للطائفية والجهوية !
Enregistrer un commentaire