lundi 19 mai 2008

أمي ؛ أتمنى لك عيدا سعيدا


أمي العزيزة ،

أكتب لك هذه السطور من بلاد الغربة ، من وراء البحار . لقد تعودتِ مني في مثل هذا الوقت من كل سنة أن أتمنى لك عيدا سعيدا ، أن أبعث بطاقة أو رسالة أو أن أتصل هاتفيا ، فعيد الأمهات لا يمكن أن يمر دون أن أتمنى لك فيه طول العمر وموفور السعادة . لا يمكن لمثل هذه المناسبة أن تمر دون أن أتذكرك . وإن كنت أتصل لأسأل عن الصحة وعن أحوال الطقس ، فأنت تعرفين تمام المعرفة أني أتصل لأقول أني اشتقت إليك ، وإن لم أقلها صراحة ، فالإشتياق عندنا ليس من شيم الرجال

هذه السنة يختلف الأمر يا أمي . فلقد قيل لي أن عيد الأمهات بدعة ، وأن علينا أن نمحي من أجنداتنا هذا التاريخ الغريب عن عاداتنا وتقاليدنا . هذا يوم يا أمي لم يسمع به السلف الصالح . هذا يوم لم يكتب أحد عن فضل صيامه ، ولم يحسب أحد حسنات من يحتفل به . إن لكهاننا مشاغل أخرى يا أمي . يكتبون عن الغزو والجهاد ، يفتون في الحرب وفي الجزية ، يطنبون في تفصيل حدود الله ، يحدثوننا عن عقاب الزاني وعقاب السارق والكذاب والمنافق والمرتد ، يجيزون شرب بول النوق و يعددون أفضال صلاة السحر وصلاة الغسق وصوم العشر الأول من شوال والعشر الأواخر من رجب . وهاهم كهنة المعبد يحرمون اليوم يا أمي الإحتفال بعيدك ! يقولون عيد الأمهات بدعة ! كبرت كلمة تخرج من أفواههم يا أماه ! كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أفليسوا هم الذين يعمهون في ضلال مبين ؟

لم يدر بخلدهم أن الإحتفال بعيدك عبادة ، وأن الهدية لك زكاة . لا يعرفون أن رسالة مني إليك إعتراف بالجميل ، وذكرى تنفع المؤمنين وغير المؤمنين . لا يتصور هؤلاء الحمقى ومن يرددون تفاهاتهم أن يوما كهذا هو يوم مبارك ، وأن كلمة منك أهم عندي من غضب الملائكة وسخط كهنة المعبد قبحهم الله !

سبق وأن حرموا علينا الإحتفال بعيد الحب فمنذ متى كان منظرو الحقد يفقهون في الحب ؟ سبق وأن أفتوا في كذبة أفريل فالمزاح لم يعرف يوما إلى قلوبهم سبيلا . سبق وأن كفرونا لأن أطفالنا يطفؤون شموعا في أعياد الميلاد . ثم ماذا بعد ؟ هل سنبيع لهم ذواتنا لقاء صكوك غفرانهم المزعوم ؟ هل نقدم لهم رقابنا صاغرين حتى يقودونا إلى الجنة بالسلاسل ؟

لست أهتم إن قرأ أحدهم رسالتي هذه من فوق السحب . لا أبالي إن كتب أحدهم على يساري شيئا ما في دفتر حُبّرت كل صفحاته . هل سأكون كافرا بربٍّ ما إن تمنيت لك اليوم عيدا سعيدا يا أمي ؟ أم أن الكهنة فقط هم الذين سيغتاظون ؟ الحقيقة لا يهمني كل ذلك ، لأن ما يهمني الآن هو فقط أن أقول لك

عيدا سعيدا



8 commentaires:

Bel Malwene a dit…

très beau texte, merci beaucoup Mani, ça me rappel un passage de la pièce "KHAMSOUN":
"على أنا إسلام تحكي ؟؟؟ ... إسلام أمي و إلاّ إسلام الزرقاوي ؟؟؟ ... إسلام بن لادن وإلاّ إسلام الطاهر بن عشور ..."ه
Ça me dégoute ces idées débiles !!!! ou tout est interdit au nom de l'islam ... Maudit se comportement si c'est ça leurs islam !!!!

cactussa a dit…

nchallah 3id'ha mabrouk!!!
lislam cest dine itasamo7 et ca pourra jamais interdire dexprimer ses sentments!!!
rabi yfadhalik ta maman!!

chanfara a dit…

كل عام و أمي بخير، كل عام و أمك بخير، كل عام و كل الأمهات بخير و لو كره التافهون

مقال رائع صديقي

تحياتي

عاشور الناجي a dit…

كل عام و كل أم بخير مادمنا قادرين أن نحتفل بها و لم تفتح أرض افريقية مرة أخرى و لا انتشرت جحافل الامر بالمنكر و النهي عن المعروف

و مادامت طلبنة تونس لازالت مستعصية عليهم

و إن كان منا و فينا من يعمل لأجل ذلك اليوم بلا كلل

bel mlawan

الرب وا حد و الاسلام واحد و لا فرق بين اسلام الزرقاوي و بن عاشور سوى ألضروف

لكن الاصل واحد و الارهاب واحد

Anonyme a dit…

أشقيتنى بما كتبت وأحببت شقائي ...كلّ عام وهنّ "الامّهات" بألف خير
شكرا لمتعة المشاركة

brastos a dit…

رائع ما كتبت ...

Unknown a dit…

Yekhi fibelkom illi la fête des mères ghodwa?

nasr a dit…

الجنة تحت اقدام الامهات