أن تدافع على الدين الذي تدين به فذلك حقك المطلق ،
أن تتصور أن هنالك "هجمة شرسة" ضد معتقداتك الدينية فذلك أيضا حقك ،
أن تكتب مواضيع تمجد فيها إلهك وكتابك المقدس والأنبياء الذين تؤمن بهم فذلك يدخل ضمن حرية التعبير ،
أن ترد على النقد بالحجج والآيات والتفاسير لتبين سلامة موقفك فذلك طبيعي ومحبذ بل ومطلوب ،
كل ذلك من حقك ، تماما كما من حقك أن تؤمن بزيوس الخالق أو ببوذا العظيم أو بالمسيح مخلص الإنسانية .
أما أن تحكم على الآخرين من خلال ما يكتبونه ، أن تكفرهم ، أن تلعنهم ، أن تسبهم لأنهم لا يفكرون مثلك فذلك ما يتجاوز حرية التعبير بعدة محطات ...
أن تحتكر الكلام باسم الإله وأن تعتبر أن تفسير ابن فلان أو ابن علان هو التفسير الصحيح وأن من لا يؤمن بذلك قد كفر ... فذلك قمع فكري خاصة إذا اقترن ذلك برفضك الحوار مع الآخر .
أن تقول لي أن التونسي المسلم والتونسي الملحد ليسا على نفس الدرجة من الوطنية ، وأنهما ليسا تونسيين بنفس القدر ... فذلك خلط بين الوطن الذي يمتلكه الجميع وبين المعتقد الديني وهو ملك شخصي لكل منا . وعلى رأي أحد الكتاب المصريين الذي قال "المصري المسيحي أقرب إلي من الأفغاني المسلم" فاللاديني والمسلم واليهودي والمسيحي التونسيون... كلهم أقرب إلي من الأندونيسي أو الماليزي المسلم . لذلك فرجاء لا تعطونا دروسا في المواطنة ، يكفينا غباء بعض أهل السلطة الذين يخلطون بين الوفاء للوطن والوفاء للأشخاص .
لماذا يوصف من ينقد المعتقدات الدينية بالحقد والعمالة والخيانة ؟ ألا تشعرون بمدى سخافة هذه الإتهامات ؟ حقد لماذا وعلى ماذا ؟ وعمالة لصالح من ؟ لصالح الغبي بوش الذي ينظر إلى المرآة فيسمع صوت المسيح يخاطبه ؟ أم لصالح الصهيونية التي تعتقد أن أرض الميعاد حق إلهي مسجل في توراتهم المزعومة ؟
يمكنك أن تقول أن الإحتفال بعيد الأمهات بدعة ، أو أن تكفر من يحتفل بعيد ميلاد المسيح ، أو أن تقول أن مزحة أفريل حرام ، لكن لا تنتظر مني أن أسكت . يمكنك أن تدعو الفتيات إلى التحجب والفتيان إلى الإعتكاف في المساجد ، لكن لا تنتظر مني أن أصمت إن كنت لا أوافقك الرأي . يمكنك أن تحلل وتحرم ما تشاء ، لكن لا تطلب مني أن أقول لك آمين .
يقول لي أحدهم : علاش اي انسان مسلم و مقتنع بدينو تمارسو عليه ارهاب فكري و تتهموه بانو سلفي و خوانجي و وهابي : أنا لم أتهم أحدا بالسلفية ، كتاباتكم تدل عليكم . أن تقوموا بقص ولزق ردودكم من مواقع وهابية ألا يعد ذلك ميلا إلى ذاك المذهب أم لا ؟ أن تستشهد بالعثيمين ألا يعني ذلك أنك تعترف به كمرجع ؟ أتريد أن تحدثني عن سيد قطب دون أن أفكر للحظة أنك إخواني ؟ الحقيقة أنا أعتقد أن ذلك خلط يقع فيه بعضهم ممن أخذتهم الحمية للدفاع عن الإسلام والمقدسات . لا أعتقد أن هنالك بيننا فعلا وهابيون أو إخوان عن اقتناع والتزام فكري ، لكن البعض تأخذهم الحماسة فلا يفرقون بين مصادر الإسلام الأصلية وبين تفسيرات من لهم غاية في نفس يعقوب . وبسبب هذا الإندفاع في سبيل "نصرة الإسلام" أصبحت الخطابات التي نقرأها متشددة أكثر فأكثر .
ما هو الإرهاب الفكري ؟ أن أنبه أحدهم إلى أنه يستشهد بمرجعيات سلفية أو أن يقول أحد المعممين في فضائيات التسامح والمحبة وحرية التعبير : "المرأة لها الحق والحرية المطلقة في أن تلبس الحجاب أو لا تلبسه ، لكن عليها أن تعلم أنها إن لم تلبسه تحرم عليها الجنة" ؟
أما العنف اللفظي الذي يستخدمه البعض من قبيل دعوة اللادينيين إلى دفع الجزية أو تصوير النقاش الدائر على البلوغوسفار على أنه حرب مقدسة فذلك مما أعتبره تهريجا خارجا عن الموضوع . والعبارات الرنانة "المقاومة الإفتراضية ، إن عدتم عدنا ، عمليات عسكرية ..." تثير ضحكي أكثر من أي شيء آخر لأن أصحابها من الباحثين عن الإثارة فقط . إنهم يعتقدون أن صراخهم قادر على تغطية الأصوات الأخرى ، وفي ذلك يكونون مخطئين لأن لا صمت بعد اليوم .
أخيرا ...
أطالب كل من يتفيقه في الدين أن يعمل بحديث نبي الإسلام : "من قال لا أعلم فقد أفتى"
أطالب من كل مفتش في ضمائر البشر أن يتذكروا قولة أحد الصحابة "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟"
أطالب كل غيور وكل قائم ليل أن يتذكر قبل أن يعظنا الآية التي تقول "لا إكراه في الدين"
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
وكل عام وا لبلوغوسفار التونسية بخير
أن تتصور أن هنالك "هجمة شرسة" ضد معتقداتك الدينية فذلك أيضا حقك ،
أن تكتب مواضيع تمجد فيها إلهك وكتابك المقدس والأنبياء الذين تؤمن بهم فذلك يدخل ضمن حرية التعبير ،
أن ترد على النقد بالحجج والآيات والتفاسير لتبين سلامة موقفك فذلك طبيعي ومحبذ بل ومطلوب ،
كل ذلك من حقك ، تماما كما من حقك أن تؤمن بزيوس الخالق أو ببوذا العظيم أو بالمسيح مخلص الإنسانية .
أما أن تحكم على الآخرين من خلال ما يكتبونه ، أن تكفرهم ، أن تلعنهم ، أن تسبهم لأنهم لا يفكرون مثلك فذلك ما يتجاوز حرية التعبير بعدة محطات ...
أن تحتكر الكلام باسم الإله وأن تعتبر أن تفسير ابن فلان أو ابن علان هو التفسير الصحيح وأن من لا يؤمن بذلك قد كفر ... فذلك قمع فكري خاصة إذا اقترن ذلك برفضك الحوار مع الآخر .
أن تقول لي أن التونسي المسلم والتونسي الملحد ليسا على نفس الدرجة من الوطنية ، وأنهما ليسا تونسيين بنفس القدر ... فذلك خلط بين الوطن الذي يمتلكه الجميع وبين المعتقد الديني وهو ملك شخصي لكل منا . وعلى رأي أحد الكتاب المصريين الذي قال "المصري المسيحي أقرب إلي من الأفغاني المسلم" فاللاديني والمسلم واليهودي والمسيحي التونسيون... كلهم أقرب إلي من الأندونيسي أو الماليزي المسلم . لذلك فرجاء لا تعطونا دروسا في المواطنة ، يكفينا غباء بعض أهل السلطة الذين يخلطون بين الوفاء للوطن والوفاء للأشخاص .
لماذا يوصف من ينقد المعتقدات الدينية بالحقد والعمالة والخيانة ؟ ألا تشعرون بمدى سخافة هذه الإتهامات ؟ حقد لماذا وعلى ماذا ؟ وعمالة لصالح من ؟ لصالح الغبي بوش الذي ينظر إلى المرآة فيسمع صوت المسيح يخاطبه ؟ أم لصالح الصهيونية التي تعتقد أن أرض الميعاد حق إلهي مسجل في توراتهم المزعومة ؟
يمكنك أن تقول أن الإحتفال بعيد الأمهات بدعة ، أو أن تكفر من يحتفل بعيد ميلاد المسيح ، أو أن تقول أن مزحة أفريل حرام ، لكن لا تنتظر مني أن أسكت . يمكنك أن تدعو الفتيات إلى التحجب والفتيان إلى الإعتكاف في المساجد ، لكن لا تنتظر مني أن أصمت إن كنت لا أوافقك الرأي . يمكنك أن تحلل وتحرم ما تشاء ، لكن لا تطلب مني أن أقول لك آمين .
يقول لي أحدهم : علاش اي انسان مسلم و مقتنع بدينو تمارسو عليه ارهاب فكري و تتهموه بانو سلفي و خوانجي و وهابي : أنا لم أتهم أحدا بالسلفية ، كتاباتكم تدل عليكم . أن تقوموا بقص ولزق ردودكم من مواقع وهابية ألا يعد ذلك ميلا إلى ذاك المذهب أم لا ؟ أن تستشهد بالعثيمين ألا يعني ذلك أنك تعترف به كمرجع ؟ أتريد أن تحدثني عن سيد قطب دون أن أفكر للحظة أنك إخواني ؟ الحقيقة أنا أعتقد أن ذلك خلط يقع فيه بعضهم ممن أخذتهم الحمية للدفاع عن الإسلام والمقدسات . لا أعتقد أن هنالك بيننا فعلا وهابيون أو إخوان عن اقتناع والتزام فكري ، لكن البعض تأخذهم الحماسة فلا يفرقون بين مصادر الإسلام الأصلية وبين تفسيرات من لهم غاية في نفس يعقوب . وبسبب هذا الإندفاع في سبيل "نصرة الإسلام" أصبحت الخطابات التي نقرأها متشددة أكثر فأكثر .
ما هو الإرهاب الفكري ؟ أن أنبه أحدهم إلى أنه يستشهد بمرجعيات سلفية أو أن يقول أحد المعممين في فضائيات التسامح والمحبة وحرية التعبير : "المرأة لها الحق والحرية المطلقة في أن تلبس الحجاب أو لا تلبسه ، لكن عليها أن تعلم أنها إن لم تلبسه تحرم عليها الجنة" ؟
أما العنف اللفظي الذي يستخدمه البعض من قبيل دعوة اللادينيين إلى دفع الجزية أو تصوير النقاش الدائر على البلوغوسفار على أنه حرب مقدسة فذلك مما أعتبره تهريجا خارجا عن الموضوع . والعبارات الرنانة "المقاومة الإفتراضية ، إن عدتم عدنا ، عمليات عسكرية ..." تثير ضحكي أكثر من أي شيء آخر لأن أصحابها من الباحثين عن الإثارة فقط . إنهم يعتقدون أن صراخهم قادر على تغطية الأصوات الأخرى ، وفي ذلك يكونون مخطئين لأن لا صمت بعد اليوم .
أخيرا ...
أطالب كل من يتفيقه في الدين أن يعمل بحديث نبي الإسلام : "من قال لا أعلم فقد أفتى"
أطالب من كل مفتش في ضمائر البشر أن يتذكروا قولة أحد الصحابة "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟"
أطالب كل غيور وكل قائم ليل أن يتذكر قبل أن يعظنا الآية التي تقول "لا إكراه في الدين"
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
وكل عام وا لبلوغوسفار التونسية بخير
5 commentaires:
ma reponse
http://scoubidou1.blogspot.com/2008/06/blog-post_7368.html
bien dit Mani
كلام من المهم لو يقرأ مرتين حتى يفقه معناه :)) شكرا مانى
مقال رائع ماني
أتفق معك في أغلبه
:)
oui c'est ca
Enregistrer un commentaire