تمهيد :
الإله لم يمت ، لأن الأوهام لا تموت (ميشال أونفراي فيلسوف فرنسي معاصر)
***
يعتقد تيتوف أن المحاججة باستعمال القص واللزق من أحد المدونات الوهابية كاف لدحض حجج الآخرين (موضوع تيتوف منقول من هذه المدونة الوهابية ، فمن غير الوهابيين يتحدث عن ابن تيمية بمثل هذا الشغف ؟). ورغم أن هذا الأسلوب في النقاش لا يروقني إلا أني سأحاول الإجابة عما أورده تيتوف من "براهين" على أن موت الإله عند نيتشه يقصد به فقط زوال مفهوم الآخرة وانهيار الأخلاق الغربية ...
أولا : إلحاد نيتشه لا يمكن المزايدة عليه وهو القائل أنه ألحد "بالفطرة" لما كان في الحادية عشر من عمره رغم أنه من عائلة متدينة (والده كان رجل دين بروتستانتي) .
ثانيا : نيتشه ليس من الفلاسفة الملحدين الذين يحنون إلى الدين بتعلة أن الدين هو الضامن للأخلاق ، بل بالعكس نيتشه يرى أن تجاوز الدين كان مرحلة ضرورية لتحرير العقل من الأوهام وقد عبر عن ذلك بعبارة "موت الإله" للدلالة على انتهاء المرحلة الدينية .
ثالثا : موت الإله لدى نيتشه مرحلة ضرورية ولكنها ليست كافية . نيتشه هو أول من تفطن في الغرب إلى أن موت الإله حدث غير كاف لخلق قيم إنسانية جديدة . فالقيم الغربية الحديثة التي عوضت الأخلاق المسيحية ليست بأحسن حالا من سابقتها : فهي قيم تسلب إرادة الفرد وتسهل استعباده (باسم التقدم ، باسم مصلحة الدولة ، باسم الوطن...)
رابعا : الشفقة وبقية الأخلاق التقليدية (الأخلاق المسيحية أساسا) يعتبرها نيتشه "أخلاق الضعفاء" ، لذلك من المستحيل أن يتحسر نيتشه على ضياع مثل هذه القيم . وللتذكير فإن أحد أفكار نيتشه هي "قلب القيم" وهو عنوان لأحد الكتب التي لم يكمل كتابتها ، لذلك رجاء لا تقولوا أن الرجل كان يحن إلى الأخلاق الدينية .
خامسا : نقد الحضارة الغربية الحديثة وقيمها (كما فعل نيتشه وآخرون) لا يعني بالمرة أن القيم الدينية أفضل . مشكلة بعض من يسمون أنفسهم بالمدافعين عن الدين هو توظيفهم لنقد الحضارة الغربية للإستدلال على أفضلية القيم الحضارية للدين في حين أن نيتشه وغيره ينقدون الحضارة الغربية لا بهدف الرجوع إلى المرحلة الدينية بل بهدف تجاوزها إلى مرحلة مقبلة (مرحلة تختفي فيها إرادة العدم وتعوض بإرادة القوة ، وهاتان العبارتان لهما دلالة خاصة في المعجم النيتشوي)
أخيرا ، وردا على من يتهم فكر نيتشه بالوقوف وراء الأفكار النازية رغم أن المجال لا يتسع لذلك هنا : كانت أخت نيتشه إليزابث هي من تقرب إلى الفوهرر بهدف توظيف أفكار أخيها لصالح الفكر النازي ، وحصل ذلك 30 سنة بعد موت الفيلسوف . ومن المعلوم أن فريدريك وإليزابث كانا على خلاف دائم بسبب تعاطف الأخت مع اللاساميين وبسبب تدينها أيضا . وهنالك من يقول أن إليزابث قد حرفت كتابات نيتشه خلال السنوات التي أسست فيها وأدارت مؤسسة أرشيف ـ نيتشه . كما أن الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز يفسر في كتابه "نيتشه" أن مفاهيم مثل "إرادة القوة" تم تفسيرها بشكل خاطىء يخدم الإيديولوجيات العنصرية في ألمانيا في ذلك الوقت .
الإله لم يمت ، لأن الأوهام لا تموت (ميشال أونفراي فيلسوف فرنسي معاصر)
***
يعتقد تيتوف أن المحاججة باستعمال القص واللزق من أحد المدونات الوهابية كاف لدحض حجج الآخرين (موضوع تيتوف منقول من هذه المدونة الوهابية ، فمن غير الوهابيين يتحدث عن ابن تيمية بمثل هذا الشغف ؟). ورغم أن هذا الأسلوب في النقاش لا يروقني إلا أني سأحاول الإجابة عما أورده تيتوف من "براهين" على أن موت الإله عند نيتشه يقصد به فقط زوال مفهوم الآخرة وانهيار الأخلاق الغربية ...
أولا : إلحاد نيتشه لا يمكن المزايدة عليه وهو القائل أنه ألحد "بالفطرة" لما كان في الحادية عشر من عمره رغم أنه من عائلة متدينة (والده كان رجل دين بروتستانتي) .
ثانيا : نيتشه ليس من الفلاسفة الملحدين الذين يحنون إلى الدين بتعلة أن الدين هو الضامن للأخلاق ، بل بالعكس نيتشه يرى أن تجاوز الدين كان مرحلة ضرورية لتحرير العقل من الأوهام وقد عبر عن ذلك بعبارة "موت الإله" للدلالة على انتهاء المرحلة الدينية .
ثالثا : موت الإله لدى نيتشه مرحلة ضرورية ولكنها ليست كافية . نيتشه هو أول من تفطن في الغرب إلى أن موت الإله حدث غير كاف لخلق قيم إنسانية جديدة . فالقيم الغربية الحديثة التي عوضت الأخلاق المسيحية ليست بأحسن حالا من سابقتها : فهي قيم تسلب إرادة الفرد وتسهل استعباده (باسم التقدم ، باسم مصلحة الدولة ، باسم الوطن...)
رابعا : الشفقة وبقية الأخلاق التقليدية (الأخلاق المسيحية أساسا) يعتبرها نيتشه "أخلاق الضعفاء" ، لذلك من المستحيل أن يتحسر نيتشه على ضياع مثل هذه القيم . وللتذكير فإن أحد أفكار نيتشه هي "قلب القيم" وهو عنوان لأحد الكتب التي لم يكمل كتابتها ، لذلك رجاء لا تقولوا أن الرجل كان يحن إلى الأخلاق الدينية .
خامسا : نقد الحضارة الغربية الحديثة وقيمها (كما فعل نيتشه وآخرون) لا يعني بالمرة أن القيم الدينية أفضل . مشكلة بعض من يسمون أنفسهم بالمدافعين عن الدين هو توظيفهم لنقد الحضارة الغربية للإستدلال على أفضلية القيم الحضارية للدين في حين أن نيتشه وغيره ينقدون الحضارة الغربية لا بهدف الرجوع إلى المرحلة الدينية بل بهدف تجاوزها إلى مرحلة مقبلة (مرحلة تختفي فيها إرادة العدم وتعوض بإرادة القوة ، وهاتان العبارتان لهما دلالة خاصة في المعجم النيتشوي)
أخيرا ، وردا على من يتهم فكر نيتشه بالوقوف وراء الأفكار النازية رغم أن المجال لا يتسع لذلك هنا : كانت أخت نيتشه إليزابث هي من تقرب إلى الفوهرر بهدف توظيف أفكار أخيها لصالح الفكر النازي ، وحصل ذلك 30 سنة بعد موت الفيلسوف . ومن المعلوم أن فريدريك وإليزابث كانا على خلاف دائم بسبب تعاطف الأخت مع اللاساميين وبسبب تدينها أيضا . وهنالك من يقول أن إليزابث قد حرفت كتابات نيتشه خلال السنوات التي أسست فيها وأدارت مؤسسة أرشيف ـ نيتشه . كما أن الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز يفسر في كتابه "نيتشه" أن مفاهيم مثل "إرادة القوة" تم تفسيرها بشكل خاطىء يخدم الإيديولوجيات العنصرية في ألمانيا في ذلك الوقت .
3 commentaires:
يوجد في هذا العالم أوثان أكثر من الحقائق
نيتشة
ماني
أعيد سؤالي
هل نكتفي بإعلان موته أم يجب قتله ؟
لست مجبرا أن تجيب
;)
اهلا سي ماني
حكاية التلصيق اعلنت عليها و مهاش عيب و النص مكانش موجه ليك
وكان حبيت راك ناقشت ردي في التعليق و لا باش تقلي كوبي تلصيق
الاشكال كان في ماهو المقصود بموت الاله هل هو الاخلاق
ام الاله
واضح
و اكثر المقال موافقك عليه
هيا تو نخليك
و يعطيك الصحة في جدية الطرح ريت كي منبداوش نجرحو نجمو نخلقو مناخ للحوار
nietzsche a dit : enni achtammou
ra2i7aten karihaten 9adimaten mena essama2 ennaha ra2i7atou allah 9ad meta wa ta3afan ( dsl pr les lettres latines j'ai pas clavier arabe ) enfin bref je crois que ca resume tout .
Enregistrer un commentaire